الموضوع: عتاب
عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 08-08-2000, 07:10 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

الأخ الفاضل Khalid
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تتسع صدورنا جميعاً لوضع نقطة على آخر السطر وإنهاء هذا الجدل في مسألة يمكن الكتابة فيها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وقد اختلف الناس في كثير من العلماء قديماً وحديثاً وما زالوا.
فاختلاف الرأي في الإمام ابن تيمية ابتدأ في عصره ولم ينته بعد.
والاختلاف في الإمام ابن حزم ابتدأ في عصره ولم ينته بعد.
والاختلاف في أقوال الإمام زفر (من الحنفية) ابتدأ في عصره ولم ينته بعد.
وهكذا كل أمر يحتمل الخطأ والصواب، لا ينتهي فيه الخلاف.
ونحن أمام عالم معاصر له فتاوى في أمور مستجدة، وله رؤيا في أمور سابقة، وله منهجه في فهم النص، وهو منهج سبقه إليه علماء ومدارس فقهية، من المسلمين من أيدها ومنهم من عارضها، وما زالوا مختلفين كما تسمع وترى.

والشيخ القرضاوي (حفظه الله) وغيره من المعاصرين كالشيخ ابن باز (رحمه الله) وابن عثيمين (حفظه الله) لا يفرضون أنفسهم على الناس، ولا يكرهون أحداً على اتباع فتواهم، ولم أسمع عالماً معاصراً يكفر عالماً، وإنما سمعت وقرأت لعلماء يحذرون من أقوال وفتاوى بعينها يرونها مخالفة لما يعتقدون صوابه، وهذا منهج معروف ومتبع ولا إشكال فيه، إنما الإشكال في تبني رأي أو قول واعتباره عقيدة واعتبار الدفاع عنه قضية حياة أو موت، وما انطلقت العصبية المذهبية إلا من هذا.

باختصار شديد، أرجو أن نقف عند هذه الحدود، وكلي أمل ألا أتدخل في عبارات الاخوة المشاركين، وذلك بمساعدتهم وتجنبهم تجريح الآخرين.
وبالنسبة لعبارتك أخي خالد كانت (لا ينكر فضله إلا جاحد) والجاحد في لغة العرب تحتمل معان كثيرة منها ما يعني جحود نعمة الله، ومنها ما يعني الكفر بالله تعالى، وكانت مطلقة غير مقيدة، وأنت الآن تفتح باباً أحببنا إغلاقه.

أرجو أن تصرف جهدك في الكتابة إلى ما يخدم عالمنا الإسلامي وتجربتنا المعاصرة، فقد أوضحت رأيك بالشيخ القرضاوي، وأيدك قوم وخالفك آخرون، والأمر انتهى إلى ما انتهى إليه من رضى الجميع بالتوقف عند هذا الحد فأرجو منك أن يسعك ما وسع الاخوة والاخوات.

وليتك تكتب لنا عن بلد إقامتك ووضع المسلمين هناك وسبل النهوض بهم، فهذا أولى. وهناك (مواقع) حوار أخرى تهتم بالجدل العقدي والتكفير والتنفير لجميع المذاهب والاتجاهات، يمكنك اللجوء إليها إذا أحببت الاستمرار في خط السؤال عمن هو كافر ومن هو مؤمن.

أما تصنيف الرجال، والشهادة لهم بأنهم علماء أو عامة، مجتهدون أو مقلدون، فلا أظن أن أحداً في الخيمة العربية قد تصدى لهذا التصنيف أو ادعى أنه الجهة المختصة بذلك. وأنا حريص أن نتجنب الوقوع في فتنة كهذه.

والله تعالى أعلم وأعلى وأحكم.