كلامك يا عمر الشادي لا يسلّم لك بأنه إجماع الأمة .
ولعلّي أوافيك إن بقي في عمري سعة بنقولات السلف التي تثبت أن مذهبهم ومذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الصفات كما جاءت .
أسأل الله أن يهديني وإياك لما اختلف فيه من الحق بإذنه .
فقد أجمع سلف هذه الأمة من الإمام أحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة ومن اتبعهم بإحسان على إثبات الصفات كما جاءت ، وقبل ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يثبت عنهم التأويل .
فمن هو الذي خرم الإجماع ؟!
اقرأ بربّك كتاب التوحيد للإمام الشافعي أبي بكر بن خزيمة ثمّ انظر كلام العلماء في مكانته وعدله . انظر ما الذي قاله وما الذي نقله عن أئمة السلف .
واقرأ كتاب السنة للأمام أحمد بن حنبل بدلاً من أن تقذفه بالتعطيل الذي وتزعم أنه على مذهبكم .
واقرأ كتاب السنة لأبي بكر الخلاّل الذي نقله عن الإمام أحمد .
واقرأ كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله .
واقرأ كتاب السنة للأمام لبن أبي عاصم رحمه الله .
واقرأ ما نقله ابن عبد البرّ رحمه الله حين قال : ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجازإلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة )
واقرأ ما قاله القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل : ( لا يجوز رد هذه الأخبار ولاالتشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها وأنها صفات الله لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق ولا يعتقد التشبيه فيها لكن على ما روي من الإمام أحمد وسائر الأئمة)
فهل كل هؤلاء لا تعتبر بقولهم وتدعي حصول الإجماع على مذهبكم ؟ هذا لا يسلّم لك إلا إن كنت تعني إجماع أهل الكلام فالأمر يختلف هنا .
أمّا بالنسبة للطحاوية .. فلا بد أن تتتيقن من أن كلاً يؤخذ من قوله ويردّ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلّم . وأنا أنصحك للتمعّن ما في الطحاوية جيّداً أن تقرأ شرح القاضي ابن أبي العز الحنفي عليها
لا أدري من أين أتيتم بدعوى الإجماع حتى تصرّوا عليها .
المعتمد
|