[أشعري]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الأخ المعتمد بن عباد،

في كلامك نقاط ينبغي توضيحها، وسأحاول أن أفعل ذلك حسب الاستطاعة فأنا مثلك بعيد عن كتبي هذه الأيام.

1- استشهدت بشرح ابن أبي العز الحنفي، مع أنه يوجد للطحاوية أكثر من عشرة شروح غير هذا الشرح فلماذا تتمسك بهذا فقط لا أعلم.

2- قلت أنك قرأت كلاماً لأبي حنيفة قبل أيام يخالف هذا القول، وأغلب الظن أنك تعني الكلام المنقول عنه في كتاب العلو للذهبي، فإن كان هذا ما تعنيه فأرجو أن ترجع لسند هذا الكلام، وتراجع في كتب الجرح والتعديل ترجمة ابن نوح الموجود في سند هذا الكلام المنسوب لأبي حنيفة.

3- استشهدت بكلام القاضي ابن أبي يعلى، وهو ليس أعلى درجة من ابن الجوزي الذي ألف كتابه دفع شبه التشبيه للرد على ابن أبي يعلى فيما اقترفه من تشبيه هو وابن الزاغوني، فتنبه.

4- تنبه لاستشهادك بكتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ففي سنده إليه راويان مجهولان باعتراف المحقق هما أبو النصر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي، وإضافة لذلك فإن في هذا الكتاب طامات وعجائب منها هذه العبارات:
"وهل يكون الاستواء إلا بجلوس"
"كيف كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ؟ قال : مشافهة"
"كتب الله التوراة لموسى عليه السلام بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة في ألواح من در فسمع صريف القلم ليس بينه وبينه إلا الحجاب"
"خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدر"

5- استدلالك بكتاب التوحيد لابن خزيمة وهو كتابه الذي رجع عنه وتلهف على ما قال فيه، روى ذلك عنه من طريقين الإمام البيهقي في كتابه الأسماء والصفات.

6- لا يعني التأويل تعطيل الصفات لأن ابن عباس وأحمد بن حنبل ومالك والشافعي قد أولوا فلا يقال عنهم معطلة.

7- استشهدت بكتاب السنة المنسوب لأحمد بن حنبل، فإن كنت تعني ذاك المروي من طريق القاضي ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، فحال ابن أبي يعلى في التشبيه معروف وخاصة لمن طالع كتاب دفع شبه التشبيه لابن الجوزي، فهل يؤمن رجل كهذا على نقل عقيدة الإمام أحمد.

هذا ما أسعفتني به الذاكرة لتوضيح بعض النقاط الواردة في كلامك.

والله من وراء القصد.