عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-01-2001, 01:04 AM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post من الأمور التي لا يجب الإستدلال بها في العقيدة

بســــم الله الرحمن الرحيــــــم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وبعد:-

هناك أمور يجب أن يستدل بها المؤمن الموحد لله تبارك وتعالى وهي الكتاب والسنة والإجماع والعقل، وهذه الأمور التي يستدل بها في الاعتقاد بالله عز وجل في توحيده وتنزيهه تعالى، ولكن هناك أمور لا يجوز الاستدلال بها في العقيدة منها:
1) الفطرة .

2) الكتب السماوية .

3) دين العجائز .

4) القياس .

ونجد من المتمسلفة أدعياء السلفية من المجسمة والمشبهة يثبت تلك الأمور في اعتقادها بالله تعالى وسوف أشرع على الاستدلال بالقياس ودعوة المتمسلفة به من شيوخهم وانفسهم .

فإن الله تعالى: { يقول ليس كمثله شيء}
إذن ذات الله تعالى ليس كمثل الذوات فلا يقاس الله تعالى بخلقه، فيجب توحيد ذاته وصفاته عن غيره، ولا نشبهه بغيره أو نماثله فكل ذلك كفر والعياذ بالله، فليس له نظير أو شبيه أو ند أو مثيل فقد قال تعالى: { فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } .
وقال: { ولم يكن له كفوا أحد } .

وممن يقوم باستعمال القياس وهو أن يقيس الله تعالى بخلقه ثم يصف الله تعالى بما في أوصاف خلقه هو تلميذ ابن تيمية المعروف بابن قيم الجوزية في كتابه "الصواعق المرسلة" يريد بها ردا على الإمام المفسر الكبير فخر الدين الرازي في تفسيره .

ولننظر قول ابن قيم الجوزية في كتابه الصواعق المرسلة جزء الأول ص250:
" يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله الزمر56
فأين في ظاهر القرآن ما يدل على أنه ليس لله إلا جنب واحد يعني به الشق السابع أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد كما قال النبي لعمران بن حصين : (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) . وهذا لا يدل على أنه ليس لعمران بن حصين إلا جنب واحد فإن قيل المراد على جنب من جنبيك قلنا فقد علم أن ذكر الجنب مفردا لا ينفي أن يكون معه غيره ولا يدل ظاهر اللفظ على ذلك بوجه .
ونظير هذا اللفظ القدم إذا ذكر مفردا لم يدل على أنه ليس لمن نسب إليه إلا قدم واحد كما في الحديث الصحيح حتى يضع عليها رب العزة قدمه وفي الحديث أنا العاقب الذي يحشر الناس على قدمي ." اهـ

أنظر إلى هذا التشبيه الصريح لله تعالى بخلقه وقياسه تعالى بخلقه .

يقول شيخنا الكريم مزلزل حصون المجسمة وقالع قلاع المشبهة العلامة المحدث السيد / حسن السقاف في كتابه شرح العقيدة الطحاوية ما نصه :

" فانظر يرحمك الله تعالى كيف قاس رب العالمين في مسألة الجنب بعمران بن حصين!! فجعل ما ينطبق على عمران ينطبق على الله تعالى !!!
ثم انظر كيف أثبت بذلك بطريق مُلتوٍ أن لله جنبين، وكذلك قاس المولى سبحانه وتعالى في مسألة القدم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم!! فهذا مثل للقياس الفاسد في أبواب العقيدة المصادم لنصوص الكتاب والسنة، لأن المراد في الواقع بقوله تعالى: { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } أي: في حق الله وأمره، وليس المراد من هذه الآية إثبات الجنب البته بمقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن، وكذلك القدم ليس المراد من ذكرها إثبات الجارحة بل هي مؤولة كما ذكر الأئمة والمراد بها إن صح مَنْ يُقَدّمُهم الله سبحانه للنار من الكفار والملحدين وهذا مثل قوله تعالى: { لهم قدم صدق عند ربهم } فلا يراد إثبات الجارحة ولا الكلام عليها ولا إرادتها والله الموفق." اهـ

هناك ملاحظة:
العجب من أبن قيم الجوزية يقول في نفس المصدر: " والتفريط فعل أو ترك فعل وهذا لا يكون قائما بذات الله لا في جنب ولا في غيره بل يكون منفصلا عن الله وهذا معلوم بالحس والمشاهدة وظاهر القرآن يدل على أن قول القائل يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه فأين في ظاهر القرآن ما يدل على أنه ليس لله إلا جنب واحد يعني به الشق " اهـ

هذا ردٌ وتناقض قد أوقعت فيه نفسك يا ابن قيم الجوزية تنفي أن التفريط لا يقع في الجنب إنما هي في حق الله تعالى هذا هو المقصود ثم بعد ذلك تقر أن لله جنبين وتقيسه بعمران بن حصين؟؟

إن كلمة الجنب وردت في القرآن الكريم آمنا بها، ولكنها ليست شقا أو جارحة أو غيرها لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، ونقول الجنب عير مجهول والكيف عنه غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة . ولقد بين معناها علماء التفسير وبينوا مرادها ولله الحمد والمنه .

لنتابع موضوعنا:
ثم يذكر شيخنا فيمن كان ممن يقيس الرحمن بخلقه وهو عثمان بن سعيد الدارمي وهذا ليس بصاحب سنن الدارمي لأن الأسماء تتشابه فتنبه، بل إن عثمان بن سعيد الدارمي مجسم مشهور وقد توفى سنــ 280 من الهجرة ـة . حيث يقول في كتابه الذي يرد على بشر المريسي ص20:

" لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك، كل حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة" انتهى!!!

يقول العلامة المحدث السيد / حسن السقاف: " انظروا كيف قاس الخالق على المخلوق فلما كان كل حي عنده في المخلوقات التي يراها متحركا والميت غير متحرك وصف الله تعالى لأنه حي بأنه متحرك" اهـ
انتهى قول سيدنا الكريم في العقيدة الطحاوية ص228 .

وزاد أحد الصالحين وهو البرهان الساطع

قال ابن القيم في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، طبعة دار الحديث ، مصر ج3ص264 ما نصه ( فلو كانت قوى الخلائق كلهم على واحد منهم ثم كانوا كلهم على تلك القوه ثم نسبت تلك القوى الى قوة البعوضه بالنسبه الى قوة الأسد)اهـ

فمن هو الأسد ومن البعوضه؟؟؟؟!!! فليجب الوهابيه.

وهل يعلم ابن القيم ان البعوضه تستطيع ان تفتك بالأسد عن طريق نقل الملاريا والفيروسات الخطيره اليه دون قدرته على طردها.

وهل يعلم ابن القيم ان البعوضه تستطيع ان تحط على الأسد متى شائت دون قدرة المسكين على دفعها عن نفسه، وهل يعلم ابن القيم ان البعوضه تطير في السماء وأن الأسد لا يقدر؟؟!!

فما الداعي الى هذا التشبيه الفاسد؟

ثم استرسل ابن القيم في تشبيه رب العالمين بخلقه فقال في السطر التالي من نفس الصفحه ( ولو قدر جمال الخلق كلهم على واحد منهم ثم كانوا كلهم بذلك الجمال ثم نسب الى جمال الرب تعالى لكان دون سراج ضعيف بالنسبه الى عين الشمس)اهـ

فانظر الى هذا السقوط والتشبيه المحظ لرب العالمين بخلقه وقياس جمال البشر على جمال رب العالمين وماذا ذلك إلا لأعتقاد المسكين أن رب العالمين له صورة إنسان وهذه العقيده ورثها من أستاذه الضال ابن تيميه الحراني جازاهما الله بعدله.

ومع ذلك فإن السراج الضعيف له نور وإن كان خافتا فيصلح للمقارنه مع الشمس، ولا أعلم لماذا لم يقل شراره بدل سراج مع أن الشراره أصغر ؟!

ربما يعتقد هذا المسكين أن جمال الله وإن كان عظيما فإن جمال البشر فيه شئ من العظمه حتى يرتقي من مرتبة الشراره الى السراج.

وأنا أسأل ماذا يقصد بجمال البشر؟؟ طبعا جمال النساء أما الرجال فيندر فيهم الجمال وإنما فيهم الرجوله والخشونه. فماذا يقصد ابن القيم إذا هل يقصد أن يقارن جمال النساء بجمال رب العالمين؟؟؟!!!!

واسترسل ابن القيم في تشبيهه حيث قال في السطر التالي ( ولو كان علم الأولين والآخرين على رجل منهم ثم كان كل الخلق على تلك الصفه ثم نسب الى علم الرب تعالى لكان ذلك بالنسبه الى علم الرب كنقرة عصفور في بحر)اهـ

فعلق عليه محقق الكتاب قائلا ( بل ولا يصح أن تنسب ولا أن تقاس مطلقا) أي صفة العلم، علما بأن هذا المحقق متعصب لأبن القيم أيما تعصب.

وأنا أسأل طالما أعترف هذا المتمسلف بأنه لا يصح قياس علم الله بالبحر وعلم الناس بنقرة العصفور لماذا لا يعمم هذا الرفض للقياس على جميع الصفات

كما أن ابن القيم قاس علم الناس بنقرة عصفور علما بأن هذه النقره بها كثير من القطرات، فلماذا لم يقل ابن القيم أن علم الناس كالقطره للبحر؟؟

ربما أعتقد أن علمه وعلم ابن تيميه اكبر من القطره في البحر مقارنة مع علم الله!!!!؟؟

ثم اتبع كل ذلك بقوله ( وهكذا سائر صفاته كسمعه وبصره وسائر نعوت كماله)اهـ

فلله الأمر من قبل ومن بعد يقول هذا المشبه لكم أن قيسوا جميع صفات الله على صفاتكم!! فبأي يعقل يفكر هؤلاء الحشويه افراخ المجسمه الكراميه الحشويه.

وتابعونا سنذكر البقية بإذن الله تعالى .