جزاك الله خيرا على هذه العظة الممتازة ولكن يراد لها التوضيح بعض الشيء .
فأقول بعد الاستعانة بالله عز وجل .
فإن لفظ ( كل بدعة ضلالة ) فهو مستثنى عن البدعة الحسنة وهو من سن في الإسلام سنه حسنة، والسنة هنا بدعة متبعة .
وكيف وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) فهل الخلفاء الراشدين مشرعين في الدين كمثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
كلا ولكنهم سيبتدعون أمورا ماكان علها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها من البدع الحسنة أو السنة الحسنة على سبيل المثال جمع القرآن الكريم هذا تم في عهد سيدنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
جعل لصلاة الجمعة أذانين، وجمع جميع قراء المسلمين على قراءة واحدة مع أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف .
جمع المصلين خلف إمام واحد ومقرء واحد في صلاة التراويح .
كلها من البدع الحسنة وليس كل ذلك يندرج تحت كل بدعة ضلالة، لأنه عامٌ مخصوص، والمخصوص هو إحداث أمر ماليس من الدين كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) .
فمن الدين جمع القرآن ومن الدين الذكر والمجالس الصالحين في الذكر لله تعالى ومدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الموالد وغيره، ولم يحدث على هذا الدين من شرائع اليهود ولا النصارى .
وخير ما نفهم تلك الأحاديث النبوية الشريفة قول شراح الحديث كالإمام النووي والحافظ ابن حجر وغيرهم فقد قسموا البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة والمقصود بـ ( كل بدعة ضلالة) أي البدعة من نوع البدع السيئة .
بارك الله فيك
|