عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-07-2007, 10:53 PM
كويتي من ذهب كويتي من ذهب غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 40
إفتراضي

وانتقل صدام إلى مسألة الحدود ، موضحاً للسفيرة ، أن الكويت استغلت انشغال العراق في حربه مع إيران ، وزحّفت حدودها نحو العراق ، وقامت باستغلال حقل الرميلة الجنوبي ، وسرقت من النفط ما قيمته[ 2400 مليون دولار ]، وأردف صدام قائلاً :
[ إن حقوقنا سوف نأخذها حتماً ، سواء غداً ، أو بعد شهر ، أو بعد عدة أشهر ، فنحن لن نتنازل عن أي من حقوقنا ].
وأنتقل صدام بعد ذلك إلى محاولة تطمين الولايات المتحدة على مصالحها النفطية في الخليج قائلاً :
[نحن نفهم تماماً حرص الولايات المتحدة على استمرار تدفق النفط ، وحرصها على علاقات الصداقة في المنطقة ، وأن تتسع مساحة المصالح المشتركة في المجالات المختلفة ، ولكننا لا نفهم محاولات تشجيع البعض لكي يلحق الضرر بنا ] . (8)
وأخيراً أختتم صدام حديثه بتوجيه التحية إلى الرئيس بوش ، راجياً السفيرة أن ُتطّلع الرئيس على نص حديثه معها شخصياً .
وبعد أن انتهي صدام من حديثه ، جاء دور السفيرة كلاسبي ،التي شكرت بادئ الأمر صدام على حديثه معها ، وأعربت عن حرص الولايات المتحدة على صداقتها مع العراق ، وتطوير العلاقات معه في مختلف المجالات ، ثم أضافت قائلة :
[ سيدي الرئيس أود أن أعلق على نقطتين أساسيتين وردت في حديثكم ، النقطة (الأولى حول موضوع الحرب الاقتصادية التي ذكرتموها ، وأود هنا أن أقول باسم حكومتي ، أن الرئيس بوش ، لا يرمي إلى الحرب الاقتصادية ضد العراق ، وإنما يود أن تكون هناك علاقات أفضل بين البلدين ، ولكن الولايات المتحدة لا تريد أسعاراً عالية للنفط ، وتود أن يكون هناك استقراراً لسوق النفط ، فإن أي اضطراب لسوق النفط ، وللأسعار ، يؤثران تأثيراً بالغاً ، ليس على اقتصادنا فحسب ، بل اقتصاد جميع الدول الأخرى ] .
و رد صدام حسين قائلاً :
[ أن سعر 25 دولار للبرميل ليس غالياً].
ثم انتقلت السفيرة إلى النقطة الثانية ، والتي هي بيت القصيد في تلك المقابلة ، فقد تحدثت عن الخلافات العربية قائلة :
[إن التوجيهات الموجهة إلينا، هي إننا لا ينبغي أن نبدي رأياً حول القضية، فلا علاقة للولايات المتحدة بها ، ونحن نتمنى حل المشاكل بينكم بأي طريقة مناسبة ، فنحن لا ننوي التدخل في هذه المشاكل ] . (9)
لقد أرادت السفيرة أن تقول لصدام حسين ، أنه حر في تصرفاته إزاء الأزمة مع الكويت ، وفهم صدام أن الضوء الأخضر قد أشعل أمامه ليقوم بمغامرته ، التي كانت الولايات المتحدة تنتظرها بفارغ الصبر .
وفي الوقت نفسه ضغطت الولايات المتحدة على حكومة الكويت لكي لا تقدم أي تنازل للعراق مهما كان ، خلال محادثات مؤتمر جدة المنوي عقده.
أما صدام فقد اعتقد أن كلام السفيرة كلاسبي هو كارت أخضر لغزو الكويت ،وهكذا وقع في الفخ الذي نصبته له الولايات المتحدة لتوجيه الضربة القاضية لقواته وأسلحة الدمار الشامل التي زودوه بها خلال الحرب مع إيران .

ثانياً: صدام يغزو الكويت :

في الساعات الأولى من فجر الثاني من آب 1990 ، بدأت جحافل القوات العراقية بالتحرك نحو مدينة الكويت ، فيما حلقت الطائرات العراقية فوق المدينة ، وأنزلت القوات المظلية في مطارها ، واحتلته ،و بدأت الانفجارات يُسمع دويها في مختلف أنحاء المدينة ، وركزت الطائرات العراقية هجماتها على المراكز الحساسة فيها ، ولم تمضِ سوى ساعات قليلة حتى استطاعت القوات العراقية من الوصول إلى العاصمة ، وإحكام سيطرتها عليها ، دون مقاومة تذكر من الجيش الكويتي إلا أن العائلة الحاكمة كانت قد غادرت الكويت إلى منطقة الخرجي السعودية ، قبل وصول القوات العراقية إليها ، تطبيقاً لخطة الطوارئ التي وضعتها المخابرات المركزية الأمريكية .
وسارع أمير الكويت إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية لطرد القوات العراقية من الكويت ، وإعادة الشرعية للبلاد .
أما النظام العراقي فقد سارع في صباح ذلك اليوم إلى الإعلان عن وقوع انقلاب عسكري في الكويت !! من قبل عدد من الضباط الشبان ، على عائلة الصباح الحاكمة ، وأعلن العراق عن طريق الإذاعة والتلفزيون أن قادة الانقلاب قد طلبوا المساعدة من العراق لمنع أي تدخل أجنبي ، وقد تم تلبية الطلب ، وإرسال قوات عراقية إلى الكويت ، وأن هذه القوات سوف تبقى أسبوعاً أو بضعة أسابيع ،ريثما يستقر الوضع ، ثم تنسحب من الكويت .
كما أعلنت حكومة العراق عن غلق الأجواء العراقي أمام الطيران المدني ، وإغلاق الحدود ، ومنع السفر إلى خارج العراق ، تحسباً لكل طارئ .
وفي حقيقة الأمر كان ادعاء حكام العراق ، على درجة كبيرة من السخف والغباء ، فالقوات العراقية كانت قد جرى حشدها على الحدود منذُ مدة ، وكانت تهديدات النظام العراقي تتوالى كل يوم ، وإن كل ما قيل عن وقوع انقلاب هو محض هراء ، ولا وجود لمثل أولئك الضباط الانقلابيين، ولم تنطلِ تلك الأكاذيب على أحد ، لا في العراق ، ولا الكويت ، ولا في أي مكان من العالم .
لم يصدر أي رد فعل من جانب السعودية ، ودول الخليج ، في الأيام الأولى من الغزو ، فقد أصابهم الذهول ، وتملكهم الخوف من أن يقدم صدام حسين على مواصلة غزوه لمنطقة الخليج بأسرها ، وكانت أنظارهم في تلك الساعات العصيبة متجهة صوب الولايات المتحدة ، منتظرين بتلهف وقلق رد الفعل الأمريكي على الغزو .
حاول الملك فهد الاتصال بصدام حسين ، عن طريق الهاتف ، إلا انه أُبلغ من قبل مستشاره [ احمد حسين ] بان صدام غير موجود ، وانه سوف يبلغه بان الملك فهد قد طلبه على الهاتف .