الحمد لله وحده ،
سأجيب أولاً على سؤال أختنا الكريمة زهور ( السؤال التالي )
ثم على باقي أسئلتها وأسئلة الأخ رضا ـ بإذن الله تبارك وتعالى ـ
أنتِ تقولين :
" فالهداية هنا أفهم أنها من عند الله وليس للبشر يد فيها --- فإذا أنا أردت الهداية لكن الله سبحانه أراد لي غير ذلك لأني لم أكن من اللذين أراد الله لهم الهداية --هذا مثل فقط - فهل سآعاقب -- "
وأجيبكِ بقولي :
الهداية نوعان :
1-هداية إرشاد ودلالة
وهذه يملكها العباد ، وهي التي أثبتها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ،
في قوله سبحانه : "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم "
وأثبتها الله تعالى للأنبياء وأتباعهم من العلماء والدعاة في قوله تعالى :
"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ "
2 - هداية توفيق وإعانة
وهذه لا يملكها إلا الله جل وعلا ، وهي التي نفاها عن نبيه صلى الله عليه وسلم
في قوله تبارك وتعالى : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ "
فالبشر هيأهم الله تبارك وتعالى لقبول الهداية ، وجعل فيهم القابلية للهدى ،
قال تعالى : " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " ــ وهذه هداية الدلالة ــ
وقال سبحانه عن الإنسان : " إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " ــ هداية الدلالة أيضاَ ــ
ومن تسبب من البشر في كسب الهداية ( أي : أخذ بأسباب الهداية ) وجاهد نفسه في حصولها ، رزقه الله هداية التوفيق ،
كما قال تعالى : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا " ــ هداية التوفيق والإعانة ــ
فكما أن الرجل إذا أراد الولد ( من طريق حلال ) فإنه يتزوج ،
وإذا أراد الرزق الحلال فإنه يكد ويعمل ويأخذ بأسباب الرزق
فكذلك إذا أراد الإنسان الهداية فعليه أن يأخذ بأسبابها
===
وقد ذكر العلماء أسباباً للهداية
( لنيل هداية التوفيق والإعانة )
من أهم هذه الأسباب :
1- الإيمان بالله تبارك وتعالى
قال تعالى: " وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ "
2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ،
قال تعالى عن رسوله الكريم : " وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "
وقال سبحانه عن نبيه الكريم : " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا "
3- الحرص على تعلم الوحي والعمل بما علم منه
قال تعالى : " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً
* وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً "
4- المواظبة على العبادات من صلاة وزكاة وصوم وغيرها
قال تعالى: " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ
وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ "