عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 15-08-2000, 12:22 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

العبرة فيما سقناه هديه (صلى الله عليه وسلم) في رحمته لهذه الأمة جملة وأفراداً، وأنه كان ينحو منحى المسامحة وتوظيف الفرص جميعاً لجمع القلوب وإظهار الرحمة لا الشماتة، أما بالنسبة للغصن الرطب فالأمر كما قال الأخ (الدليل)، وإنما ألبس المنافق قميصه الشريف (صلى الله عليه وسلم) رحمة به.
ويظهر أن الذاكرة تخونني هذه الأيام، وأنقل إتماماً للفائدة ما ورد في المسألة مما يعزز ما قلناه:

جاء في (مجمع الزوائد) [3/57] عن عذاب القبر:
عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مر يوماً بقبور ومعه جريدة رطبة فشقها باثنتين، ووضع واحدة على قبر والأخرى على قبر آخر، ثم مضى، فقلنا: يا رسول الله، لم فعلت ذلك؟ فقال: (أما أحدهما فكان يعذب في النميمة، وأما الآخر فكان لا يتقي البول، ولن يعذبا ما دامت هذه رطبة).
رواه الطبراني في (الكبير) وفيه جعفر بن ميسرة، وهو ضعيف.

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قبر فقال: (ائتوني بجريدتين) فجعل إحداهما ثم رأسه، والأخرى ثم رجليه، فقيل: يا رسول الله أينفعه ذلك؟ قال: (لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر ما دام فيهما ندو).
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.

وعن يعلى بن سيابة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر بقبر فقال: (إن صاحب هذا القبر يعذب كبير)، ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره، فقال: (لعله يخفف عنه ما دامت رطبة).
رواه أحمد، وفيه حبيب بن أبي حبيرة، قال الحسيني: مجهول.

وجاء في (الاستيعاب) [3/941] عن رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمنافقين:
فلما مات [أي عبد الله بن سلول رأس النفاق] سأله ابنه الصلاة عليه، فنزلت {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً، ولا تقم على قبره، إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}. وسأله أن يكسوه قميصه يكفن فيه لعله يخفف عنه ففعل.

ثم ساق (الاستيعاب) الرواية وسبب نزول الآية، فقال[نفس الصفحة آنفاً]:

عن نافع عن ابن عمر، قال: جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) حين مات أبوه، فقال: أعطنى قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه وقال: (إذا فرغتم فآذنوني)، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر وقال: أليس قد نهى الله أن تصلى على المنافقين؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أنا بين خيرتين، {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم}). فصلى عليه، فأنزل الله (عز وجل): {ولا تصل على أحد منهم} الآية، فترك الصلاة عليهم.

والله تعالى أعلم وأحكم.