الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-08-2007, 02:40 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

صــــدفــــــــــــــه!

كان سعود متوقفا عند إشارة المرور في طريقه الى البيت عائدا من العمل عندما انتبه الى السيارة التي بجانبه.. تذكر أنه يعرف هذا الشخص وقد رآه من قبل وعندما عصر ذاكرته عرف أنه نواف ذلك الشخص الذي دعاهم لحضور زواجه قبل فتره قريبه أشار سعود لنواف بالتوقف وقد أحس أنه من الواجب أن يبارك له الزواج.. توقف نواف على جانب الطريق ولحق به سعود .. عرفه بنفسه وبارك له الزواج واعتذر له عن عدم الحضور شخصيا بسبب بعض الإرتباطات الشخصيه .. ومع الأحاديث المتبادله كأنه حدث إرتياح بين الطرفين وخاصة من جهة سعود لذلك أصر على دعوة نواف الى البيت لتقديم واجب الضيافه .. ورغم محاولات نواف المستميته بأن يعتذر عن تلبية الدعوه إلا أن سعود وكعادته عندما يصر على أمر ما فإنه لا فكاك منه .. أضطر نواف للموافقه وأخبر سعود بأنه سيلحق به خلال نصف ساعه .
.
غادر سعود سابقا نواف الى البيت وهناك دخل مسرعا وهو ينادي روز بأعلى صوته وكانت وقتها غارقة بين دفاترها وهموم المدرسه والطالبات وبين شجنها الخاص وجرح لا زال يرفض أن يموت جرح يتحرك كلما عبرت بها الذكرى الأبواب القديمه
هبت روز مسرعه ملبية نداء أخيها والقلق قد إحتل مساحه شاسعه من تفكيرها المكدود.. فقد أقلقها صوت أخيها المرتفع وأشعرها بأن هناك أمر جلل لذلك هبت مسرعه لتستطلع الأمر .. نزلت للدور الأول حيث ضجيج الصوت ونداءات سعود لا تزال تصدر من هناك وعندما قابلته سألته خائفه سعود ماذا هناك ؟
قرأ سعود الخوف في صوت إخته والمرسوم في عينيها فطمأنها بأنه ليس هناك إلا كل خير وأخبرها بقصة لقائه بنواف وأنه قد دعاه لتقديم واجب الضيافه وأنه قادم خلال أقل من نصف ساعه لذلك ناديتك لإعداد ما يلزم فالوقت ضيق..

وهنا تحرك الجرح القديم وانفتح للألم الف باب في قلب روز ولكنها لملمت بقاياها المنكسره وانصرفت مسرعه محتجه بسرعة إعداد القهوه لكي لا يلحظ سعود الحزن الذي إرتسم على خارطة روحها وهناك وفي المطبخ وبعيدا عن عيني سعود..وضعت روز ابريق القهوه على النار واتكأت بيديها على الفرن و أطلقت العنان لدموع لم تستطع حبسها ورعشة سريعة سرت بجسدها.. أواه يا زمن ماذا تريد أكثر من ذلك حتى توقظ جراحي من جديد وهل غفت الجراح أصلا لتوقظها ألم تسقني كأس الوجع حد الثماله ؟ ألم تكتفي وقد أصبح الحزن رفيق ؟.. أواه منك يا زمن .. وأواه من جراح لا تريد أن تموت.. ورغم الألم واصلت روز إعداد القهوه والحزن يعصف بفؤادها ويبعثرها بقايا إنسانه غدت مرتعا للألم.. سامحك الله يا سعود ..

نفس المشهد يتكرر وبكل تفاصيل الألم فنواف وبعد أن غادره سعود ظل واقفا مكانه وقد ألجم الحزن تفكيره فتوقف عند حدود روز وذلك القلب الذي لازال يحسه ينبض في صدره روز التي أحبها كما لم يحب أحد روز التي كان لا يجد سعادته إلا في اللحظات التي تجمعهما معا .. روز ذلك القلب النقي ذلك القلب الطاهر روز التي معها ارتقى بتفكيره وأحاسيسه إلى الأسمى في كل شئ روز التي كان يغضب إن أساء إليها أي أحد وفي النهايه هو من طعنها ومزق قلبها المسكين بجبنه وخوفه من التمرد على العادات والتقاليد خوفه من دستور القبيله ( لعن الله القبيله يا روز .. لعن الله القبيله )سافر نواف بخياله بعيدا مع ذكريات تستوطن ذاكرته وترفض أن تموت سافر مع حب علمه الحب وبقي يعيش على الأرض ميتا لولا ذكراها كيف سيجرؤ على الدخول إلى بيتها بعد ما فعله ؟ كيف له أن يأتي ليجدد جراحها التي لم تندمل ؟؟ ليقضي الله أمرا كان مفعولا وليسامحك الله يا سعود


دخل نواف مجلس سعود الذي رحب به بكل حفاوه وعندما قدمت له القهوه تلعثم بحزنه كيف لا يفعل وقد كانت القهوه بنكهة دموعها لقد كان خيالها يتراقص له على أطراف الفنجان وقد رآها وقد ذبلت واستوطن الألم عينيها الجميلتين فاختنق بدموعه وأحس بأنه غير قادر على البقاء ورغم قربه منها وما يسببه له ذلك من سعاده إلا أنه أحس ما يسببه ذلك لها من شقاء فهو يعلم أنه لم يعد له الحق بها فهو من تخلى عنها ولم يبقى بينهما إلا ذكرى حزينه تمزقهما في اليوم آلاف المرات
كانت روز قريبه وتسمع الحديث الذي يدور بين أخيها ونواف فتداعت الذكريات في مخيلتها وكل ذكرى ألم وكل ذكرى سيف ينغرس في قلبها فيدميه وليس من حل إلا دموعها التي أصبحت المتنفس الوحيد كلما ضج الحزن بين حناياها الطاهره فلم تلجد له مفرا سوا الإبتعاد قليلا..ولكن..عندما ابتعدت..قادتها خطواتها مجددا..إلى الجرح..الى الألم..الى نبرات نواف..
وهناك..لم يستطع نواف البقاء ودموعه تكاد تفضحه أمام سعود لذلك إستأذن بالإنصراف وتحجج بألف حجه.. بعد أن أصر على سعود بأن يرد له الزياره ولم يكد يبتعد حتى أطلق العنان لدموعه علها تغسل خطاياه وتريحه من ذنب إقترفه في حق أحب الوجود إليه..

حبيبتي حبيبتي روز.. كيف فعلت بك ذلك..؟كيف طعنتك بيدي؟ وها أنا أطعنك من جديد..
هل جرم ياروز أن أصاحب أخاك؟
هل ذنب أن أكون بقربك حتى ولو على بعد عدد من الجدران وفنجان قهوه تبرأ من رائحه القهوه ليعبق بقلبي وروحي وعقلي رائحة دموعك..
آه ياروز..لست فقط اشم دموعك..بل أنا اشم قطرات دمك بيدي وعلى فنجان قهوة اعددته لي..
أحبك يا روز وأقسم أني لا أقصد أن أجرحك بأي طريقة كانت..
أحبك أحبك..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس