الموضوع
:
الرحمن الرحيم 3
عرض مشاركة مفردة
#
1
15-08-2007, 02:42 PM
الشيخ عادل
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 158
الرحمن الرحيم 3
[
اخوانى واخواتى والله انى احبكم فى الله
اليوم استكمل معكم الجزء التالى من الرحمن الرحيم
(4) أين الرحمة بين هذا الكم الرهيب من المصائب والإبتلاءات؟
الله يريد أن يُسعدك لأنه رحمن رحيم، هذه السعادة إكتمالها الجنة وليست الدنيا فالدنيا لا تساوي شئ، ولذلك لو فقدت السعادة في الدنيا فالرحمن الرحيم يُقَومك. يقول الله تبارك وتعالى "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (الأعلى: 16 / 17).
تقابل إثنان في الطريق أحدهما يسير على قدميه في طريق آخره قصر جميل، ولكن الجو حار ومُتِعب، والأخر يقود سيارة رائعة وجميلة ولكن في طريق نهايته سيئة، قد تظن للوهلة الأولى أن الأول مسكين لأنه مُتعَب! يقول تعالى: "أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ" (القصص: 61).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
الإمام الرازي كان من المحبين للهندام والملابس الجيدة، ذات يوم كان خارجاً من المسجد فقابل شخص كافر يرتدي من الملابس ما هو ممزق، فنظر الرجل للإمام الرازي وقال: يقول نبيكم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فأي سجن أنت فيه بهذه النعمة وأي جنة أنا فيها بهذه النقمة؟
فرد عليه الإمام الرازي وقال: يا هذا إن ما أنا فيه إذا ما قيس بما أعده الله في الجنة من نعيم فأنا في سجن،
وإن ما أنت فيه من بلاء إذا ما قيس بما أعده الله للكافر من عذاب فأنت في جنة. ففكر الرجل قليلاً وقال: صدق رسولكم.. وأسلم.
لأن الدنيا سجن المؤمن، ولأن الله أعد لك الجنة، ولأن الآخرة خير وأبقى، ولأن الله يريد أن يُسعدك فإنه سبحانه وتعالى يُتابعك ويتعهدك بالرعاية؛ لكي يدخلك الجنة، فيبتليك بالمصيبة. "وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (السجدة: 21).
الحديث القدسي "وعزتي وجلالي إني لأقبض عبدي المؤمن وإني أريد أن أرحمه، ولا أقبضه حتى أصيبه في ماله وولده وأهله حتى يلقاني وليس عليه خطيئة، فإذا كان عليه خطيئة شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه".
فتكون المصائب لكي تدخل الجنة، وتكون رحمة، وتنظر للمصائب بنظرة جديدة أن الله تبارك وتعالى يريد أن يُصلحك ويُسعدك.
بعد نزول الآية التي تقول "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ..." (النساء: 123) سأل سيدنا أبو بكر النبي:
يا رسول الله كيف النجاة بعد هذه الآية؟ قال النبي: ليس كذلك يا أبا بكر ولكن ألست تُصاب في ولدك؟ أليس يُصيبك الألم؟ ألست تُصاب في مالك؟ قال: نعم يا رسول الله. فقال: فذلك ما تجزون به.
حتى الموت إن نظرت له من زاوية أخرى ستجد أنه رحمة..
هل نظرت إليه على أنك تعبت في الدنيا وانتهى الإمتحان وحان وقت الراحة لتستعد للفرحة بقبولك في الجنة؟
حديث النبي صلى الله عليه وسلم "أول ما يأتي العبد الموت يأتيه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد البصر – يبشرونه – ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه...."
تخيل ما يحدث إن سمعت هذه الآية قبل أن تعاني الآم الموت وتشعر بغربة الإنتقال إلى العالم الأخر
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً" (الفجر: 27/ 28)!!
تخيل الذين توفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم..
تخيل الفرحة وشعورك ساعتها.
تخيل ملك الموت وهو عند رأسك يقول: يا أيتها النفس المطمئنة، يا أيتها الروح الطيبة، روح فلان اين فلان اخرجي إلى رضا من الله ورضوان، ورب راضٍ غير غضبان، اخرجي إلى رحمة الله.
تخيل وأنت تخرج روحك.. تقول الرواية التي يرويها مُسلم "فلا يدعونها – أي الملائكة لا تدع روحك- في يده –أي في يد ملك الموت- طرفة عين، ويصعدون بها إلى السماء، فتُفتّح له أبواب السماء فيشيعه من كل سماء مقربوها. فتقول الملائكة: روح من هذه؟ فيقولون: روح فلان ابن فلان بأطيب أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا، فيصعدون بها إلى السماء،
فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتاب عبدي في عليين". تقول الآية "وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ" (المطففين: 19).
أتدري ما عليون؟؟ "كِتَابٌ مَّرْقُومٌ" (المطففين: 9).
متخيل الرحمات التي تأتي إليك واحدة تلو الأخرى؟؟
كل هذا وأنت لم تنزل القبر بعد؛ حتى تطمئن أولاً وتفرح تماماً.
يقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في عليين ثم أعيدوه إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.
فينزلانه في قبره فيأتيه الملكان ويسألانه: من ربك؟ ربي الله.
فيسألانه: ما دينك؟ ديني الإسلام.
فيسألانه: ماذا تقول في الرجل الذي بُعث فيكم؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم،
فينادي منادي من قِبل الله: صدق عبدي فافرشوا له من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيُمد له في قبره مَد بصره ويفتح له باباً إلى الجنة-
من قال أن قبور المؤمنين حجارة وزلط؟!
من قال أن قبور المؤمنين مظلمة؟!-
ثم يأتيه رجل في قبره حسن الوجة حسن الثياب فيقول له العبد: من أنت فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، أنا عملك الصالح. فيقول العبد: ربي أقم الساعة لعلي أرجع إلى أهلي ووالدي فأخبرهم بنعمتك علىَّ
__________________
ان غـــاب اسمـــــى عــن البـــــــــــال
ودفن جســـــــــدى تحت الرمـــــــــــال
فهذا اسمــــــــــــــــــــــــــــــى لا يزال
الشيــــــــخ عادل مامـــــــــــــــــــون
الشيخ عادل
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ عادل
إيجاد جميع المشاركات للعضو الشيخ عادل