عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-01-2001, 09:23 PM
صالح زيادنة صالح زيادنة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 128
Post يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ

قصيدة " يا ليل الصب " لأبي الحسن علي الحصري القيرواني ، هي قصيدة جميلة اشتهرت وترددت على كل لسان ، وقد نسج على منوالها كثير من الشعراء ، ولا نرى حرجاً في وضعها على مائدة الخيمة الأدبية فقد تشتهيها بعض النفوس وتجد فيها لذة ومتعة .

يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ *** أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَدَ السُّمَّارُ فَأَرَّقَهُ *** أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لهُ *** ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ *** خَوْفَ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً *** في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ *** للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِبٌ *** أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّدُهُ
صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ *** سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً *** وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِدُهُ
فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِهِ *** والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّدُهُ
كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ *** عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَدُهُ
يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي *** وَعَلَى خَدَّيْهِ تَوَرُّدُهُ
خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي *** فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ
إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي *** وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّدُهُ
بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً *** فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِدُهُ
مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى *** صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِدُهُ
لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً *** فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُوَّدُهُ
وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ *** هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ *** بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ *** وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ *** لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّدُهُ
بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا *** لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ
الحُبُّ أَعَفُّ ذَوِيهِ أَنَا *** غَيْرِي بِالْبَاطِلِ يُفْسِدُهُ
الرد مع إقتباس