تعريف لجهاد الدفع و الطلب و تو ضيع اللبس و الخلط بينهما : -
جهاد الطلب : و يشترط فيه الراية و أمر أمام المسلمين و المقدرة التامة من حيث العدد و العدة و قد شرع لنصرة المسلمين في غير أرض الاسلام . فعندما يتعرض المسلمين الى ضيم و جور في غير بلاد المسلمين و رأى الامام أن قتال الكفار واجب لدفع الظلم عن رعاياه فأن على المؤمنين تلبية ألامر بالسمع و الطاعة و الأقرب فالأقرب. أي أن قتال الكفار في مثل هذه الحالة يكون فرض كفاية أذا قام به بعض المسلمين فلا حرج على الذين لم يقاتلوا معهم .
و أول من يهب للقتال ذلك البلد الأقرب الى ساحة القتال ثم ألأقرب و هكذا. و قد فتح المسلمون بلادا كانت تحت حكم الكفار و خيروهم بين الاسلام و دفع الجزية فأسلم من أسلم و بقى على ملته من بقى بدون أكراه و لا تهديد .
جهاد الدفع : و هذا الجهاد هو والله المحك و الميزان يتبين فيه المؤمن من المنافق و المخلص من المرائي و الصادق في عقيدته و الثابت على نهجه من الكاذب المتقهقر الذي أغرته الدنيا بلذاتها و أغرقته في زخرفها .
فعند غزو الكفار لبلد من بلاد المسلمين وجب على جميع أهل ذلك البلد قتال العدو الصائل لحفظ بيضة الاسلام و حماية المسلمين . ويصبح حكمه في هذه الحالة فرض عين على كل مؤمن و مؤمنة من أهل ذلك البلد . فالأبن يخرج بغير أذن أبيه و المرأة تخرج بغير أذن زوجها و العبد يخرج بغير أذن سيده حتى يقاتلوا أعداء الله و يردوهم على أدبارهم خائبين .
ولا يشترط في قتال ( جهاد ) الدفع راية ولا أمام للمسلمين ولا المقدرة التي توازي عدد و عدة العدو الصائل لما في ذلك من تعطيل للشرع و زيادة في المفاسد المترتبة على دخول الكفار أرض المسلمين و ضياع الحقوق و نهب الثروات و غير ذلك من مفاسد .
و ما يجري على أرض العراق اليوم و قبله في بلاد الأفغان و فلسطين ألا دليل على المفسدة الكبرى التي حلت على المسلمين لتعطيلهم شرع الله بوجوب قتال اعداءه و ردهم من حيث أتوا ألا أن الله تعالى قدر و ما شاء فعل.
|