ظُُهُورُ أسَدِ الإسلامِ ... معانٍ ودِلالاتْ
الحمدُ للهِ معزِّ الإسلامِ بنصرِهِ ، ومُذلِّ الشِّركِ بقهرهِ ، ومُصرِّفِ الأمورِ بأمرِِهِ ، ومُستِدرِجِ الكافرينَ بِمَكرِهِ ، الذي قدّرَ الأيامَ دولاً بعدله ، وجَعل العاقِبة للمُتَّقين بفضله .
والصلاةُ والسلامُ على مَن أعلى الله منارَ الإسلامِ بسَيفِه ، وعلى آلهِ وأصحابهِ ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .
وبعد،
فمع اقترابِ الذكرى السّنويةِ لغزوتي نيويورك وواشنطن تتَجِهُ أنظارُ العالمِ بأسُرِهِ إلى المُنتَدَياتِ الجِهَاديَّة ، مُترقِّبةً انفجارِ إحدى قنَابل مؤسَّسة السِّحابِ الإعلاميةِ .. تِلكَ القنابلُ التي تَكونُ نوراً وناراً ...
نورٌ يضيءُ قلوبِ المُوَحِّدينَ ويَرفعُ مَعنوياتِ أنصارِ المُجاهِدين .. ونارٌ تحرقُ الصَّليبيينَ وأعوانُهُم من المُرتِدِّين.
وفي هذا العامِ الذي يوافقُ الذِّكرى السَّادِسةِ للغزوَتَينِ فجَّرت السَّحابُ قنبلةً من نوعٍ خاصٍ جداً .... قُنبُلةٍ حارقةٍ قاتلةٍ ... قُنبلةٍ تَرَقَبَها المُسْلمينَ عامةُ وأنصارُ الجِهادِ خاصةً وتوجَّسَ منها أعداءُ الإسلامْ..
هذهِ القُنبلةِ الفَريدةِ من نَوعِها تَتَمَثلُ في نَشرِ السَّحابِ لكلمةٍ مرئيةٍ لأسدِ الإسلامِ وسيفُ اللهِ المسلولِ في هذا الزَّمان أُسَامةَ بنُ لادِن – رضيَ الله عنه - ..
ومعَ أني أعتقدُ أنَّهُ مازال في جُعبَةِ السَّحابِ العَديدُ منَ السِّهامِ والقَنابلِ الحارقةِ في ذكرى هَذهِ الغَزوةِ المُباركةِ ، إلاّ أنَّ ظهورَ الشيخِ أسامةَ وحدهُ يعتبر ضربةً إعلاميةً قاضيةً على كذبِ دجالِ البيتِ الأبيضِ . بل قد لا أُبالغُ في الوصفِ إن قلتُ أنَّها تعدلُ قتل ألفِ جُنديٍّ أمريكي ..
قد يتساءل البعض لماذا كلُّ هذا التَّضْخِيم ؟
نقول أنَّ ظُهورَ الشَّيخ أسَامة – حفِظهُ الله – لهُ دلالاتٍ ومعاني كثيرةٍ جداً سنُحاولُ بيانَ أهمِّها في هذا المقال.
أولاً: التَّوقيت :
نُشِرت كَلمة الشَّيخ قُبَيلَ أيامٍ من الذِّكرى السَادسةِ لغَزوتي نيُويورك وواشنطن ...
فاختيارُ هذا التَّوقيتِ مُوفقٌ جداً من شيخِنا – سدَّدَ اللهُ رميه - .. فالشَّعبُ الأمريكي في هذه الذِّكرى السَّنوية يتساءل: ما الذي حقَّقهُ بوش وحِزبُه في الحربِ ضدَّ الإرهاب؟
فبينما كَلبُ الرومِ بوش يُعِدُّ خِطابَهُ الذي سيلقيهِ يومَ الحادي عشُر من سبتمبر لشَعبِهِ ، ويحشوه بالكَذِبِ وادعاءاتِ النصرِ وتحقيقِ التقدمِ المزورةِ ، إذ بأسدِ الإسلام يخرجُ على الدُّنيا بخِطابٍ مرئيٍ ، ليُعلِنَ للعالمِ أجمع أنَّ إدارةَ بوش قد فشِلت حتَّى في منعِه من الظهورِ إعلامياً ..
ثمَّ إنَّ بوش يَمُرُ في هذه الأيام بفترة عصيبة جداً عليه ... فمن الفشلِ العَسكريِّ في العِراقِ وخسائرِ الجنودِ الأمريكان في الأرواحِ والمعداتِ ، إلى الخسائرِ في أفغانستَانَ ، مروراً بالعجزِ الاقتصادي الذي تشهده أمريكا وحتى سِلسِلَةَِ الاستقالاتِ التي تقدَّمَ بها كُبَرَاءُ السِّياسةِ في البيتِ الأبيَض...
فهذا التَّوقيت هو أفضلُ توقيتٍ لظهورِ الشيخِ – حَفِظَه الله – لتدميرِ آخرِ ما تبقى من أكاذيبِ بوش ونِفَاقِه ..
ثانياً : كلمةُ الشيخِ وتوجيهِهَا للشَّعبِ الأمريكي :
فالشَّيخ لم يَخرُج ليُبَشِّرَ أمَّةَ الإسلامِ بالنَّصرِ الذي باتَ قابَ قوسَينِ أو أدنى .. ولم يخرج ليحُثَّ الأمةَ على دَعمِ الجِهادِ والمجاهدين.. ولم يخرج لتوجيهِ أنصارِ الجِهادِ لأهمِِّ القضايا...
بل تَرك هذا كُلَّهُ وتوجَّه إلى الشَّعبِ الأمريكي مُخاطباً إيَّاهم لعلَّهم يفهمون ...
وهنا قد يتساءل البعض ما هي الحكمةُ من عدمِ توجيهِ الشيخ خطابَهُ لأمَّةِ الإسلام ؟
أليسَ المُجاهِدُون هم أحَقُّ الناسِ بنصائحِ الشيخِ وتوجيهاتِه؟
أليسَ لأنصارِ الجِهادِ الحقّ في أن يعرفوا رأيَّ الشيخِّ في الكثيرِ من القضايا؟
ألا تحتاجُ أمَةُ الإسلامِ إلى من يرفع من معنوياتِها ويحثَّها على البذلِ والعطاءِ والصَّبر؟
نقول:
توجيهُ الشيخِ خطابَهُ للشَّعبِ الأمريكي هو الذي يحتلُّ الأولويةَ القصوى حاليا من النَّاحيةِ الشرعيِةِ والسياسيةِ والإعلامية ..
والأمَّةُ الإسلاميةُ قد تحتاجُ إلى من ينصحها ويُصَبِّرَها ويرفعُ من معنوياتِها..
فأرادَ الشيخُ أن يَضرِبَ عُصفورينِ بحَجرٍ واحدٍ ..
يوصلُ رسالتَه للأمريكان ويرفع من معنويات الأمة ويثَبِّتَها بخطابٍ واحدٍ موجهٍ إلى الشَّعبِ الأمريكي...
ستقولون لي كيف ؟؟
أقولُ لكُم تَمَعَّنوا جيداً في خطابِ الشيخِ وأعيدوا قراءَتَهُ تفهموا ما أصبوا إليه ...
فمثَلا ما معنى قولِ الشَّيخ – حَفظه الله - : ولكنَّنا قومٌ لاننامُ على الضَّيم ، نرفُضُ الذُّلَّ والهَوان
ونثأرُ من أهل البغيّ والعُدوَان . ولن تذهبَ دماءُ المسلمينَ هدر ، وإنّ غداً قريباً لمن انتظر....
أليسَ في هذهِ الكَلماتِ رفعاً لمعنَويَّاتِ الأمَّةِ وتثبيتاً لها؟
ثمَّ لنفترضُ جَدلاً أنَّ الشيخَ لم يكُن في كلامِهِ أيُّ رفعٍ للمعنويات والتَّثْبِيت ...
فإن كانَ الأمرُ كذلك ، فإنَّ الشيخَ بالتَّأكيد اختَارَ توجيهَ كلامِه للأمريكان أولاً لأنهُ يدرِكُ بأنَّ القادمَ كفيلٌ بأن يرفعَ معنوياتِ الأمَّة فتصير فَوقَ السَّحاب ...
ثالثاً: مَظْهرُ الشَّيخِ:
إنَّ ظهورَ شيخِنا – تقبَّلَ الله أعماله – بلباسٍ غيرِ عسكريٍ وبلحيةٍ مُخَضَّبةٍ بالحِنَّاء جالسا أمام طاولة لهو من أفضل السهام التي أصابت الصليبيين في مقتل ...
فما معنى ظهور الشَّيخِ بهذا المظهر ؟؟