عزيزي الأستاذ / جمال حمدان:
أما بالنسبة لبيتيَّ:
وأنت يا أيها الـ "الحلاَّجُ" ما خبرُ
...................... عن المعاني التي فاضت بأطراسي ؟
سبكتَ شيئاُ كماء الوحلِ متـَّحِداً
....................... به كما تُجمعُ الأقذار في الطاسِ
فأقصد في الأول أن أسأل الحلاج (سؤال مجازي والمقصود به إثارة مسألة الحلاج) عن المعاني التي قيل بسرفتي إياها.
ثم قلت في الثاني: أنه سبك (واختيار السبك هنا فيه إشارة إلى قوته في النظم بغض النظر عن مراد الشاعر بما نظمه) شعره كما ء الوحل . ولا أقصد انتقاص الحلاج في قوة شعره . بل أعني ما وراء ذلك فالرجل صوفي حلولي اتحادي اتهمه بذلك كثير من المؤرخين وعلماء الجرح والتعديل. كالذهبي في سير أعلام النبلاء وغيره. فهو عندما يكتب حول التزكية والتصوف وينظم شعرا يضمِّنُ عقيدته في شعره . فهو هنا يتكلم عن الله تعالى لا عن محبوب من البشر ، ولكنه يشير إلى الإتحاد والحلول.
فهو يتغزل بالله جل وعلا على وجه لم يؤلف من هدي الرسل عيهم السلام.
واما البيت :
فرُشتُ سهماً أخالُ الموتَ مطلبُهُ
................. فخانني الفكرُ بين الصفر والماسِ
فأريد بالصفر : النحاس وما شابهه : وأعني به شعر الحلاج . وأعني بالماس: شعري من حيث
الإعتقاد لا من حيث الصياغة الأدبية الفنية.
|