عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 18-06-2000, 10:34 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

ليس يخفى أنه في الوقت الذي كان ابن تاشفين ينشئ في المغرب دولة قوية على أساس من العلم و الإصلاح، كانت بلاد الأندلس تعيش في عهد ملوك الطوائف وتتخبط من جراء ذلك في كثير من الانقسام والفوضى ساعد المسيحية على تجميع قوتها للانقضاض على المسلمين مظهرة في ذلك حمايتهم ومحالفتهم، بل إن ألفونسو السادس لم يتردد في الاستيلاء على طليطلة وعلى كثير من الأراضي القشتالية كما انتزعت الجيوش النصرانية مدينة قورية وكانت لبني الأفطس. ومن كان يهادن من أمراء الطوائف، كانت تؤخد منه الجزية، على حد ما يخبر به الأمير عبد الله بن بلقين آخر ملوك بني زيري بغرناطة،وكان منفيا كذلك في أغمات. (انظر مذكراته المسماة التبيان.
لم يكن هذا كله إلا بداية للاستيلاء على الأندلس وإخضاعها للنفوذ النصراني ووجد المسلمون أنفسهم بين أمرين : بين المسيحيين يضايقونهم ويفرضون عليهم الجزية وبنقضون عليهم يحاولون السيطرة على مراكزهم. وبين المرابطين يقوى أمرهم في المغرب. ولعلهم فكروا طويلا في الأمر،وفضلوا أن يمدوا أيديهم إلى إخوانهم المغاربة، يستعينون بهم على الأعداء،فكانت هذه الوفود من العلماء الذين جاءوا يستنجدون بابن تاشفين،بل تذهب بعض المصادر كالمعجب إلى أن المعتمد ابن عباد جاء بنفسه عند ابن تاشفين يستغيثه وإلى أن هذه الزيارة تمت عام 479 على إثر استيلاء ألفونسو على طليطلة عام 478 .
ويروى أن الرشيد لبن المعتمد أبى على والده أن يستعين بالمرابطين خوفا على ملكه،فرد عليه والده كما جاء في "الحلل" :
"والله لا يسمع عني أبدا أني أعدت الأندلس دار كفر، ولا تركتها للنصارى فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثل ما قامت على غيري، حرز الجمال والله عندي خير من حرز الخنازير".
وفي رواية واردة في "وفيات الأعيان" أن المعتمد قال : "إن دهينا عن مداخلة الأضداد لنا،فأهون الأمرين أمر الملثمين (أي المرابطين)، ولأن يرعى أولادنا جمالهم أحب إلينا من أن يرعوا خنازير الفرنج".
للحديث بقية
المصدر تاريخ الأدب المغربي ج1 – عباس الجراري.



الرد مع إقتباس