عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 21-06-2000, 11:58 AM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

ويحدثنا التاريخ كذلك أن ابن تاشفين أمر عامله في الأندلس سير بن أبي بكر،وهو يحارب هؤلاء الأمراء في الأندلس "ألا بتعرض للمعتمد بن عباد ما لم يستول على البلاد" حسب ما ينقل ابن خلكان. وفي الوقت الذي لم يبق منهم غيره أمر يوسف عامله "أن يعرض له التحول إلى بر العدوة بأهله وماله. فإن فعل فبها و نعمت،وغن أبى فنازله" ولكن المعتمد رفض ومد يده للنصارى فحاربه المرابطون وهزموه،حيث قبض عليه ورحل إلى المغرب. وأغلب الظن أنه لو قتل في هذه الحرب لما كان لقضيته ذكر بغير القدر الذي تتيحه الأحداث.
وهكذا خضعت بلاد المسلمين في الأندلس للمرابطين وأصبحت العدوتان تكونان دولة واحدة،وانتهى –ولو مؤقتا- ذلك الصراع الذي كان قويا ودائما بين الإسلام والمسيحية. وهو صراع في الحقيقة بين اتجاهين :
أحدهما قومي أوروبي يتمثل في الإمارات النصرانية التي لم تخضع لحكم المسلمين،فهي على الدوام تعاديه وتتحين الفرص لمحاربته و القضاء عليه.
والثاني عربي إسلامي ولد مع فتح الإسلام للأندلس ونما مع اتساع رقعة الأرض التي شملها الفتح. وقد ظل هذا الاتحاه العربي الإسلامي يعتبر وجوده في شبه الجزيرة الإيبيرية امتدادا لدولة العروبة والإسلام الكبيرة،وإن طغى عليه الميل إلى الذاتية الإقليمية والكيان المستقل.
… لعل هذه أهم الظروف التاريخية التي أحاطت بقضية المعتمد ابن عباد والتي قصدنا من عرضها إلى إيجاد إطار يتيح لنا أن نضعها فيه،وأن ننظر إليها في موضوعية من خلال ما ينعكس داخله من معالم وملامح،بعيدا عن الملابسات والخلفيات التي ارتبطت بالقضية وأثرت في بعض الدارسين وبالغت في التأثير فجعلتهم ينساقون لها، لا يرون و لا يحكمون غيرها.
للحديث بقية
الرد مع إقتباس