عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 22-06-2000, 12:08 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

وربما كان من أهم الملابسات والخلفيات أن المعتمد ملك شاعر بل ملك كبير و شاعر كبير، ليس كغيره من الملوك الشعراء فقد كان –على حد قول كارسيا كوميس- "يمثل الشعر من ثلاثة وجوه : أولها أنه كان ينظم شعرا يثير الإعجاب، وثانيها أن حياته نفسها كانت شعرا حيا،وثالثها انه كان راعي شعراء الأندلس أجمعين،بل شعراء الغرب الإسلامي كله".
وقد نظم المعتمد في أغمات شعرا رائعا يفيض إحساسا بالحزن و الألم والحسرة،ولكنه لا شك،فيه كثير من المبالغة في تصوير الواقع،ولعل ما يبرز هذه المبالغة أن المعتمد لك يكن ليقنع أو يرضى بمعاملة المرابطين له مهما بلغت من العناية والإكرام،لا سيما حين تقارن بما كان يعيش فيه من بذخ وترف،و لا سيما كذلك أن الأمراء المرابطين أنفسهم كانوا يعيشون حياة متقشفة بسيطة في مختلف المظاهر. من هذا الشعر قوله متحدثا عن القيد :
تبدلت من عز ظل البنود
****بذل الحديد وثقل القيود
وكان حديدي سنانا ذليقا
****وعضبا رقيقا صقيل الحديد
فقد صار ذاك وذا أدهما
****يعض بساقي غض الأسود
وقوله في يوم عيد :
فبما مضى كنت بالأعياد مسرورا
****فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
****يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة
****أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
****كأنها لم تطأ مسكا و كافورا
وقوله يخاطب القيد وقد دخل عليه ابنه أبو هاشم :
ارحم طفيلا طائشا لبه
****لم يخش أن يأتيك مسترحما
وارحم أخيات له مثله
****جرعتهن السم و العلقما
منهن من يفهم شيئا فقد
****خفنا عليه للبكاء العمى
والغير لا يفهم شيئا فما
****يفتح إلا للرضاع فما.

الرد مع إقتباس