عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 23-06-2000, 12:03 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

ابن عباد ج5
لم يكن الشعر الحزين الذي صدر عن المعتمد هو السبب الوحيد الذي خلف للقضية صداها الواسع القوي،ولكن كان هناك سبب آخر كامن في ما قاله الشعراء الذين كانوا يعيشون في ظله،وكانوا ينعمون في بلاطه بالترف والرغد والرفاه،وفقدوا بتنحيته مورد رزقهم،فإنهم بالغوا في تصوير خاله مما يجعل القارئ في شعرهم يتصور يوسف شخصية خشنة مخيفة مرعبة منفرة،كلها غلظة وقسوة وأنانية وجهل. يقول –من قصيدة محمد بن عيسى الدائي المعروف بابن اللبانة (انظر القلائد) :
تبكي السماء بدمع رائح غادي
****على البهاليل من أبناء عباد
يا صيف أقفر بيت المكرمات فخذ
****في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد
ويقول في مطلع قصيدة أخرى :
لكل شئ من الأشياء ميقات
****وللمنى من منايا هن غايات
وفيها يقول :
انفض يديك من الدنيا وساكنها
****فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت
****سربرة العالم العلوي أغمات
وفيها يقول :
أنكرت إلا التواء القيود به
****وكيف تنكر في الروضات حيات
وفلت هن ذؤابات فلم عكست
****من رأسه نحو رجليه الذؤابات
رأوه ليثا فخافوا منه عادية
****عذرتهم فلعدوى الليث عادات
وبقول عبد الجبار بن حمديس الصقلي من قصيدة :
ولما رحلتم في الندى في أكفكم
****وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت
****فهذي الجبال الراسيات تسير
ويقول الداني كذلك من قصيدة في حفيد المعتمد –وكان يلقب بفخر الدولة- وقد رآه ينفخ الفحم لصائغ :
يا صائغا كانت العليا تصاغ له
****حليا وكان على الحلى منتظما
للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى
****أني رأيتك فيه تنفخ الفحما
وددت إذ نظرت عيني عليك به
****لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى
الرد مع إقتباس