بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ،،
سادتي الأفاضل ،، إنه لمن دواعي الغبطة ِ والسرور أن أنضم َّ إلى سربكم المحلق ِ في سماء الأدب ِ والشعر ،،
ويسعدني أن تكون مشاركتي الأولى ، تعليقا يسيرا على ما سبق في ملحمة أبي تمام ،،
سيدي الفاضل (عمر مطر )
بالأصالة ِ عن نفسي وبالنيابة ِ عن الجميع ،، أشكرك على هذا الشرح الوافي ،،
إلا أنه لدي تعليق يسير ،، أرجو أن تتقبلوه بصدر ٍ رحب ،، هو في قول الشاعر ،،
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهنّ جـــــــــــــلاء الشك والريب ِ
قلت يا أستاذ في معرض حديثك ، ( وكلمة متن استعارة فيها تشخيص السيف بحيوان له متن (أي ظهر، إذا كانت المتون بمعني الظهور كما بينت سابقا ً ) )
****
نرى يا سيدي أن هذه الصورة هي صورة فيها نوع من التكلف ولا تخلو من فسادٍ يشوه ُ صورة البيت ،، فهذه الصورة لا تخدم المعنى بتاتا ً ،، ولم أجد لها عندنا تخريجا ً منطقيا ً ،،
وهذا البيت له - في نظرنا - تصريفين لا ثالث لهما ،،
الأول :
أن نأخذ البيت على ظاهره ،، فنقول ،،
المتن ،،
هو الصلب ،، وهو الأصل من كل شيء ،،
وتأتي بمعنى الظهر لأن الظهر هو الصلب في الجسم وعليه عمده ،،
ويقال سيف ٌ متين : أي شديد المتن ،، شديد الصلب محكم الصنعة ،
فيكون معنى البيت بهذه الصورة :
أن السيوف هي التي أزالت اللبس وهي التي صدقتنا الفعل ،،
فصلابة ُ متونهن حققت النصر وقطعت الشك َ باليقين وطرحت قول كل صحيفة ،،
أما القول الثاني ،،
هو من باب البلاغة التي نُحمِّلها البيت ،، والتي تجعلنا ننظر للمتون على أنها استعارة ، ،، فنقول ،،
أن أبا تمام أرد أن يستعير للسيوف متونا وقولا ، كمتون الكتب وقولها ( ومتون الكتب ِ حواشيه وكذا ) فجعل السيف َ ناطقا ً مبينا ً ،
فقال أن ما تنبينا به السيوف في متونها ، هو أصدق ُ وأبلغ ُ من متون الكتب ،، ثم أضاف بأن هذا البيان هو بيان ٌ قطع الشك َ باليقين ، وهو أشد ُ مصداقية ً وصوابا ً من بيان الكتب ،،
وهذه الصورة هي أقرب للصياغة ِ التمامية فأبو تمام يركب ُ صورا ً فوق صور ،، وهذه من الأمور التي عابها عليه النقاد ،، ولو لاحظنا يا أخوة الإيمان سنجد أن هذه الأبيات تحمل الفكرة َ ذاتها ، وأنها مرتبطة ارتباطا ً كبيرا تشد بعضها بعضا فالقصيدة من بدايتها إلى أن وصلنا تتحدث عن الفكرة ذاتها ، فالتمامي َّ يتبع ُ نهج أستاذه مسلم بن الوليد ،، فيقتل الفكرة َ بيانا ً وتكرارا ،،
*********
ثانيا :
قلت يا سيدي في معاني هذا البيت ،،
تخرصا وأحاديثا ملفقة *** ليست بنبع ٍ إذا عدت ولا غرب ِ
الملفقة / المختلفة ،،
معنى البيت بهذا التفسير جيد ،،
ولكن المعنى اللغوي لهذه المفردة يكون أجمل وأبلغ وبتقدير ممتاز لو كان هكذا ،،
لفق َ الحديث : زخرفه وموهه بالباطل ،،
وهو من لفق الثوب لفقا ً ، أي ضم إحدى الشقين إلى الأخرى وخاطهما ،،
فتكون هذه الأحاديث مفترية باطلة ليس لها من الواقع شيء ،،
هذا ما عندي وهو اجتهاد ٌ أرجو أن يكون جانب َ الخَطَل َ والزلل ،
فإن أحسنت ُ فمن الله ، وإن أسأت ُ فحسبي نصيب ُ المجتهد ،،
وجزاكم الله ألف خير
يمامة الواثق
|