عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-01-2001, 05:18 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

بسم الله الرحمن الرحيم

حياك الله أبا حمزة.

لم أقرأ كتاب الموازنة بعد، ولكن شهرته سبقت متنه إلي، أما أنا فقد أخذت معظم علمي بالبلاغة من مفتاح العلوم للسكاكي، وقد
أحببت أن أعرّف الجميع بكتاب الموازنة الذي ذكرته، وهو كتاب "الموازنة بين أبي تمام والبحتري" أو الموازنة بين الطائيين" للآمدي المتوفى سنة 370 للهجرة، وهو من أهم كتب الموازنة الأدبية، والموازنة هي النقد الأدبي والمقارنة بين شاعرين أو مذهبين في الشعر، أما المذهبان فهما مذهب البحتري وأتباعه "ممن يفضلون سهل الكلام وقريبه، ويؤثرون صحة السبك، وحسن العبارة، وحلو اللفظ، وكثرة الماء والرونق"، والمذهب الثاني هو مذهب أبي تمام وأصحابه ممن "يميلون إلى الصنعة، والمعاني الغامضة التي تستخرج بالغوص والفكرة، ولا تلوي على غير ذلك". (تعريف المذهبين ورد في كتاب الموازنة)

الأخ هدج،
مرحبا بك بيننا، والمشاركة مفتوحة اللجميع.

الأخت يمامة،

أشكر لك تفاعلك مع المادة، وهذا حقا ما أردناه من وراء عرض هذه القصيدة للنقد.

وبعون الله نحاول هنا شرح اللبس الذي حصل.

تقولين في معرض الكلام عن كلمة (متن):"نرى يا سيدي أن هذه الصورة هي صورة فيها نوع من التكلف ولا تخلو من فسادٍ يشوه ُ صورة البيت ،، فهذه الصورة لا تخدم المعنى بتاتا ً ،، ولم أجد لها عندنا تخريجا ً منطقيا ً"

أقول: لم أكن أتكلم عن صورة أتى بها أبو تمام، وإنما أتكلم عن أصل الكلمة، فكلمة متن لها معنى حقيقي وهو الظهر، وقد استعملت في أمور كثيرة (كاستعارة)، كقولنا متن السفينة، ومين السيف، ومتن الكتاب، وكثرة الاستعمال هذه هي التي نقلتها من معناها الاستعاري إلى معنى يكاد يكون أصليا.

تقولين: "وهذا البيت له - في نظرنا - تصريفين (تصريفان) لا ثالث لهما ،،

الأول :

أن نأخذ البيت على ظاهره ،، فنقول ،،

المتن ،،
هو الصلب ،، وهو الأصل من كل شيء ،،
وتأتي بمعنى الظهر لأن الظهر هو الصلب في الجسم وعليه عمده ،،
ويقال سيف ٌ متين : أي شديد المتن ،، شديد الصلب محكم الصنعة"

أقول: نأخذه على ظاهره، فنقول هو الصلب (بضم الصاد) كما ورد في القاموس المحيط، والصلب هو الظهر كما أسلفنا، يقول الفيروزأبادي: "الصلب: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِلِ إلى العَجْبِ"، والكاهل معروف والعجب بفتح العين وتسكين الجيم عظم أسفل الظهر، يقول الأصفهاني : (المتنان: مكتنفا الصلب (بالضم)، وبه شبه المتن من الأرض، ومتنته: ضربت متنه، ومتن: قوي متنه، فصار متينا)، ويقول ابن منظور: (المَتْنُ من كل شيء: ما صَلُبَ ظَهْرُه)، فإذا أنت أردت الصلب (بضم الصاد) فأنا وأنت نقصد الظهر، وإن أنت أردت الصلب (بفتح الصاد) فهذا ما أراه أبعد من الظهر، وليس قولك متن الكتاب معنى حقيقيا أبدا، وإنما هو استعارة، فنقول أن للكتاب ظهر تحمل عليه العلوم، فكيف ننقل المعنى من المجاز (متن الكتاب) إلى المجاز (متن السيف)؟ وكما قلت فإن كثرة الاستعمال هي التي جعلتنا لا نفكر فيها كاستعارة.

أما استنتاجك أنه أتى بكلمة (متن) للسيف لتكون مقابلة لمتون الكتب فهو استنتاج سليم.

أما قولك أن أبا تمام "يركب ُ صورا ً فوق صور ،، وهذه من الأمور التي عابها عليه النقاد " فهذا كلام سليم أوافقك عليه.

أما قولك "الملفقة / المختلفة ،، معنى البيت بهذا التفسير جيد "، إنما قلت أنا المختلقة وليس المختلفة، يقول ابن المنظور: "وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أكاذيب مُزَخْرفة." وكلامك في هذه جميل ليس عليه غبار.

وفي النهاية أشكر لك المداخلة ونفعنا الله بك وبأمثالك.

أخي سلاف،
أعتذر عن التأخير، ولكنني أعدك بشرح حظي من الأبيات قريبا.

عمر مطر
الرد مع إقتباس