عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 25-01-2001, 07:05 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

الخصائص الفنية في شعر أبي تمام :
قال ابن رشيق القيرواني: لا بد لكل شاعر من طريقة تغلب عليه كأبي نواس فيالخمر وأبي تمام في التصنيع .
وقال الجرجاني في الوساطة: كانت الشعراء تجري على نهج من الاستعارة قريب من الاقتصاد حتى استرسل فيه أبوتمّام ومال إلى الرخصة فأخرجه إلى التعدي وتبعه أكثر المحدثين .
وقال أبوالفرج الأصفهاني: له مذهب في المطابق هو كالسابق إليه جميع الشعراء وإن كانوا قد فتحوهقبله وقالوا القليل منه فإن له فضل الإكثار والسلوك في جميع طرقه.
................................
والذي يطالع ديوان أبي تمام يرى فيهثلاث مزايا بارزة هي :
1- تأنقه البديعي (وأكثره في الاستعارة والطباق والجناس.
2- تفنّنه المعنوي وهو ما يسمسه البعض بالاختراع .
3- شغفه بالإغراب-أو الغوص على مايستصعب من الألفاظ والمعاني .
التأنق البديعي :
نقل عن القاسم بن مهرويه قوله: أول من أفسد الشعر مسلم بن الوليد جاء بهذا الفن الذي سماه البديع ثم جاء الطائي بعده فتفنّن فيه .
ولكن هذا الأمر قد غلب على أبي تمام يجد أنه قد غلا في هذا الأمر وكثيراً ما يأتي بالاستعارة والكناية دون أن يراعي التناسب بين الحقيقة والمجازكقوله:
وركبٍ يساقون الركاب زجاجةً *** من السير لم تقصد لها كفّ قاطبِ
يقصد بذلك أن المسافرين يشدّون ركائبهم في السير الشديد الذي لا لين فيه ولاتؤدة فاستعار للسير الشديد الخمرالتي تمزج بماء وجعل تشارك الركب بالركائب فيه عبارة عن تساقيهم تلك الخمر الصرف. وأنت لا تحتاج إلى تأمل كثير لترى شدة التعسّف في هذه الاستعارة .
وقوله:
قرت بقرّان عين الدين وانشترت *** بالأشترين عيون الشرك فاصطلما
والاشترانقائدان للروم .
قال العسكري: وهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل علىعيب وهو أنانشتارالعين لايوجب الاصطلام .
تفننه المعنوي:
على أن لأبي تمام مع كل إسرافه في الصناعة مكانة عالية في الشعر العربي لدقة تصوره وحسن اختراعه .
انظروا مثلاً إلى هذه القصيدة الجميلةبين أيدينا وتأملوا مقدمتها:تلك الوقفة الشعرية العاليةالتي يرينا فيها الشاعر المذنب الغربي ويسمعنا أحاديث الجمهور عنه ثم يستخلص من ذلك تمهيدا ساحراً للتوصل إلى الممدوح كل ذلك بأسلوب شديد الأسر بديع الخيال يملأ الأسماع ويحرك القلوب وإذا استثنيت بعض ما ذكر من تصنعه فإن معظم القصيدة من النمط العالي .
شغفه بالإغراب :
يقول القيرواني: يذهب إلى حزونة اللفظما يملأ الأسماع منه مع التصنيع المحكم طوعا وكرهايأتي للأشياء من بعد ويطلبها بكلفة ويأخذها بقوّة .
وقد وصف الشاعر قصائده بقوله :
فكأنما هي فيالسماعجنادلٌ *** وكأنما هي في القلوب كواكب
وغرائب تأتيك إلا أنها *** لصنيعك الحسن الجميل أقارب
ومن أمثلة ذلك في شعره :
تقلقل بي أدمالمهارى وشؤمها *** على كل نشزٍ متلئبٍ وفدفدِ
وقوله : صهصلقٌ في الصهيل تحسبه *** أشرج حلقومه على جرس
-----------------
نقلته مختصراً من كتاب :أمراء الشعر العربي في العصر العباسي لأنيس المقدسي .
----------------------
سلاف ... القصيدة لديّ ولكني أعرت الكتاب لمن وعدني بردّه قريباً لعلي أنشرها فيما بعد وربما قبل انتهاء الشرح .
تصدق أنني لم أتذكر اسم البردّوني إلا بعد أن انتهيت من التصفح؟
----------------------
أما الشرح فالله يعلم مدى استطاعتي ... أرجوكم اعذروني فأنا في إجازة بعد أن كادت عيناي تجحظان من كثرة أوراق الاختبارات التي قمت بتصحيحها منذ قليل ، وأنتم تعلمون أنني أخوض التجربة لأول مرة .
-----------------
رأي بسيط ... أظن أنه لا يشفع ليمامة الواثق في اعتذارهاعن الشرح إلا قرب عهدها بالخيمة .. فأقترح أن تقبلوا عذرها في عدم شرح هذه المجموعة من الأبيات .. على أن تقوم بشرح التي تليها وذلك لضلوعها في العربية كما يظهر من كتابتها .
وما المانع من أن تجرّب فالشرح إنما ينبع عن تذوّقالشخص لهذه الأبيات .
المعتمد بن عباد
الرد مع إقتباس