عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 26-01-2001, 03:25 PM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Post

أيها الإخوة أحببت مشاركتكم ببضاعةٍ مزجاة بالنسبة لما لديكم وهذا ما وهبنا الله إياه فردوا كل ما ترونه خطأ :
---------------------------------

11-فتح الفتوح تعالى أن يحيط به *** نظم من الشعر أو نثر من الخطب
يرفع الشاعر من مكانة هذا الانتصار فلم يكتف بتسميته فتحاً حتى نعته بفتح الفتوح ، ولعلّ هذه تكون عادةً عند الشاعر أن يأتي بعد المفرد بجمعه ويضيفه إليه حين يؤيد التعظيم من شأن هذا المفردوتفرده عن بقية أفراد هذا الجمع وقد نبهني إلى هذا الأمر تلك اللفتة الذكية من يمامة الواثق حين أشارت إلى قوله (صفر الأصفار) ، ويقوّي هذا الأمر أنه أكد من أهمية هذا الفتح ورفعه إلى مكانة علية أعلى من أن يحيط به ويكفي لوصفه الشعر والخطب . بقي أن نشير إلى أثر التفخيم وتكرار حروفه في قول الشاعر (فتح الفتوح)على أذن المتلقي وسيتكرر في البيت الذي يليه كأن الشاعر يجذبك بقوّة لأن تستمع إلى بقية القصيدة كما لا يفوتنا أن الفتح دلالة عللا استخدام القوة وأنها فتحت عنوة وهذا أبلغ . وقد احترت -ولعل أحداً يفهمني- في جواز القول بوجود مقابلة بين (نظم من الشعر) و(نثر من الخطب) أم يكتفى بالقول أن هناك طباقاً بين (نظم) و(نثر) . وفي البيت تجسيم حين جعل الشاعر الفتح جسماً يتعالى عمن يريد الإحاطة به والشعر والنثر هو الجسمان الذان يحاولان الإحاطة بالفتح دون استطاعة .. فيالجمال هذه المطاردة العجيبة .
أشير في النهاية إلى أن الذي يظهر من قوله(نظم من الشعر) أن من ليست تبعيضية وإلا لكانت هذه شهادة من أبي تمام بأن الشعر كلمة تستوعب المنظوم وغير المنظوم فتدخل قصيدة النثر بذلك في الشعر.
12- فتح تفتح أبواب السماء له *** وتبرز الأرض في أثوابها القشبِ
تبرز:تظهر ، الثوب القشيب هو الثوب الجميل ويبدو لي أن المراد به الثوب المحلى والموشى .
يعود الشاعر لتكرار كلمة فتح ومشتقاتها آملاً أن يستمر في جذب انتباه المتلقي وليجعلها مدخلا لفتح أبواب السماء وفي هذا ما فيه من التعظيم فإن أبواب السماء لاتفتح إلا لأمر عظيم فقد فتحت أبوابها للنبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء كما أنها تفتح يوم القيامة قال تعالى : ((وفتحت السماء فكانت أبوابا)).
في البيت طباق بين السماء والأرضفبعد أن ذكر الشاعر أثر الأرض على السماء ذكر أثره على الأرض حين جعلها تظهر للناس وهي مرتديةً أثواباً جميلة محلاة وكأنها تباهي بها الناس وتفاخرهم بهذا النصر.
13- يا يوم وقعة عمورية انصرفت *** منك المنى حفلاً معسولة الحلبِ
حفّلاً:ملانة، معسولة الحلب:لذيذة الحليب.
في هذا البيت كأن أبا تمام يجيب عن تساؤل يمامة الواثق حول قوله (زعمواالأيام مجفلة) فهو يقصد ما ذكرت من أن المقصود بها أيام الانتصارات دل على ذلك قوله (يا يوم وقعة عمورية) .
وها هو ذا يشخص يوم وقعة عمورية ويناديه ولكن من أي أغراض النداء هو ؟ لا أجزم بشيء،ولكن ألا ترون معي تلك البهجة البالغةفي نداء أبي تمام والممزوجة بالفخر والعزة والتي تلازمنا في كل القصيدة ؟
ولعلي أشير إلى أن الرواية التي حفظتها من قبل-ولعلها خطأ مطبعي- أبدلت كلمة(منك) بـ(عنك) فيصبح المعنى بالرواية الأولى انصرفت المنى حفلاً معسولة الحلب منك والمعنى مقبول على ما فيه من الصناعة المعهودة من شعر أبي تمام كما أسلفنافقد شبه بلوغ المنى في هذا اليوم بحلب الضرع الملآن بالحليب اللذيذ فانصرفت المنى بحليب لذيذ وافر من عند يوم وقعة عمورية .
أما باستخدام عنك فيصبح المعنى أن المنى انصرفت عنك بعد أن حصلت الحليب الوافر اللذيذ. فها هو يشبه يوم وقعة عمورية في نظري بالمكان الخصب الذي رعت فيه المنى وفي هذا تجسيم للمنى وتشبيه لها ببهيمة الأنعام فانصرفت عنه المنى ملانة بالحليب اللذيذ وهو المنى السعيدة وإدراكها (من) أثر هذا المرعى الخصب
14-أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ *** والمشركين ودار الشرك في صببِ
جد:ويطلق على الحظ وأظن المكانة،صعد:صعود وارتفاع، صبب:انحدار
يواصل الشاعر خطابه ليوم وقعة عمورية في بهجة مبيناً أن هذا الانتصار قد رفع من شأن المسلمين وحط من شأن المشركين وفي هذا مقابلة بين صعود المسلمين وانحطاط المشركين.
* لطيفة : عبر الشاعر ببني الإسلام ولم يعبر بالإسلام وذلك لأن الإسلام مرتفع بنفسه دائماً لا ينخفض قدره بهزيمة ولا يرتفع بانتصار، أما بنوه(المسلمون) فهم الذين رفع من شأنهم هذا النصر بعد أن كانوا في انحطاط ، وقل مثل ذلك (بالعكس طبعاً) في المشركين والشرك .
المعتمد.
الرد مع إقتباس