أمّا أنا ... فقد أقسمت أني سألجم لساني عن أيّ كلام يمكن تسميته بالنقد فلست بالذي يحبّ أن يستكثر من الأعداء بحسن نيته.
لكن لمّا رأيت هذا الإبداع لم أتمكّن من الصمت .. كلماتٌ رائعةٌ جدّاً وإن كان هذا الأسلوب ليس بغريبٍ عليّ .
كلمات في غاية الرشاقة منتقاة بعناية وتعبيرات تنمّ عن كرم أصل وعزة نفس ، ودعيكِ من كلّ هذا الكلام الذي كتبته .
فأنا أحسّ أنني بهذا الكلام يصدق فيّ قول الشاعر :
ألم ترَ أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل ان السيف أمضى من العصى
فهذه الكلمات لن توفّي الأبيات حقها .
----------------------------
لي عتبٌ بسيط .. ( الله يستر عساني ألاّ أسيء من حيث أريد الإحسان)
هو ما عتبت به على الإخوة حول قضيّة ضمير المذكّر والمؤنّث فالأمر لم يكن استهزاءً أو خلافه ولكن لك أن تتخيّلي لو كنت فتى وخاطبكِ أحدهم بضمير المؤنّث كيف تكون استجابتك ؟
فإخوة لخوفهم من جرح المشاعر ولدرء المفسدة استخدموا كلا الضميرين على أمل أن توضحي لهم ما أشكل ثم تعود المياه إلى مجاريها. وصدّقيني وأنا الضامن لك .. أنّ أحداً لا يمكن أن يتجاوز هذا الخطّ الأحمر مرةً أخرى . ثمّ ما المانع أن تكوني فتاة؟!
وهل كان الإبداع حكراً على الرجال ؟
انظري في تأريخ أمتنا العتيد وقلبي أسماء المبدعات فمن الخنساء إلى ليلى الأخيلية إلى جليلة إلى فدوى طوقان إلى اعتماد الرميكية(زوجة المعتمد بن عباد) إلى حمدونة الأندلسية إلى ولادة بنت الخليفة المستكفي إلى نزهزن الغرناطية ... إلخ.
-----------------
ختاماً .. أرجو أن تقبلي مني هذه الأبيات التي أوحت بها إليّ أبياتك :
ترى هل ينفع الأسفُ *** فقلبي خائفٌ وَجِفُ
تشكّيه اللواعج وهـ***ـو في عليائهِ يقفُ
يخافُ بأن ترى دمعـ***ـاتِه تجري ولا تَكِفُ
ويرجو أن يعودَ لها*** ولكن ليس يعترفُ
وذاك لأنّ في جنبيـ***ـهِ نفساً ملؤها صلَفُ
ولكن إن أتاه الرّفـ***ـقُ عاد الحبّ والعطف
هو القلب الذي تدرو***ن أما غيره الحشفُ
....... المعتمد بن عبّاد
|