الأخ العزيز عمر مطر:
نفتقدك كثيراً ونشكر لك ما كتبت وإن كنت تراني شلالاً فأنا أرى السلاف طوفاناً ....
أجد نفسي في هذا المقام راغباً أن أوضح للجميع شعراء وقراء رأيي في التجاوزات التي يضطر إليها الشاعر فأقول:
أنا ممن يحرص على اللغة والبناء والوزن حرصاً بالغاً يشهد لي به انتقائية الكلمات والتراكيب والمعاني في أشعاري ولكني كذلك أحرص أشد الحرص على المعنى والتعبير وأراهما أساس الشعر الجيد ... أما بالنسبة للوزن والموسيقى فهما مما لا أساوم فيهما وحرصي عليهما أكبر ، وأما بالنسبة للغة والنحو فأنا أحرص عليهما طالما حفظا لي المعنى الذي أريد أو حتى أقتربا من ذلك وحين يتعذر ذلك أفضل أن أضحي " قليلاً " بالنحو على حساب المحافظة على معنى أريده .... بكلمات أخرى أقول بأنني أفضل المعنى على المبنى وبأنني أجيز للشاعر أن يستعمل الضرورات الشعرية التي يضطر إليها ليحفظ معنى جيداً بلا جنوحٍ للغرابة أو الشذوذ.
وقبل أن يساء فهمي أؤكد على أن ما قلته لا يخرج إلى حدود الشطط والغرابة وأن أكثر ما أقصده هنا هو إشباع هاء الضمير أو عدمها أو حذف النون في الروي وأمثالهما فقط مما لا يؤثر على اللغة أو المعنى فلا يسرع أحدٌ ليتهمني بما أنا له عدو.