لو أن الحطيئة كان حياً لمات عياله من الجوع
تروى لنا كتب التأريخ أن الحطيئة هجا الزبرقان بقصيدة قال فيها :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ***** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فكاد الزبرقان أن يموت كمدا وقهرا من شدة هذا
البيت فذهب لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ
يشكوه فطلب عمرُ حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ
وسأله عن القصيدة وقال : هل هجا الحطئية الزبرقان ؟؟
فقال حسان : لا ، بل سلح عليه !! .
فأمر عمر بالحطيئة فسجن لفترة ثم ضاق الأمر بالحطئية فقال قصيدة يستعطف عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مطلعها :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ***** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
أسكنت عائلهم في قعر مظلمة ***** فاصفح عليك سلام الله يا عمر
فأخرجه عمر على ألا يهجو مسلما ، فقال الحطيئة : إذن يموت عيالي . فاشترى منه عمر
أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم .
فلو أن الحطئية كان حيا لمات عياله من الجوع لأن البيت الذي كاد يقتل الزبرقان هو أعلى ما يتمناه شبابنا الأشاوس .
إن شبابنا أعلى ما يتمناه أحدهم أن يوجد من يصرف عليه وهو ينام ملأ جفنه ويأكل ملأ بطنه فماله وللبحث عن المكرمات وهو مطعوم مكسي ! .
ولو أن الحطئية كان حيا لما وجد لهؤلاء الشباب
مجدا يهدمه ولا عزا فيدنسه . رحم الله الزبرقان
لو علم الغيب لهان عليه الأمر جدا . ورحم الله
الحطئية لو علم الغيب لحمد الله أنه سيموت قبل أن يلقى أمثال هؤلاء .
قد يقول قائل أن القيم تتغير من وقت لآخر كما يتغير الناس من حين لآخر .
فأقول : ولكن قيم أمثال هؤلاء بلغت الحضيض فأكبر همهم طعام وكساء وليبحث عن المكرمات أهلها .
وصدق ابن الجوزي إذ قال : همت الكساح أنزلته الجب يحمل العذرة .
(نقلاً عن عبدالرحمن بن محمد الهرفي
الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية)
[ 15-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: محب الاسلام ]
|