ماذا أقول وكيف أصنع ،،
أيها المعتمد ،،
أثلجت صدري بكلامك ،،
والله لقد خشيت أن لا يلتفت أحدهم لرائعة الشيخ محمود محمد شاكر ،،
لا لأنني من كتبها ، لا والله ، ولكن لأن هذه الشخصية تستحق أن تقدس ،، وأن يحتفل بنتاجها ،،
وللأسف قد أهمل الدارسون للأدب هذه الشخصية ،، ورفعوا مكانها من هم أقل منه مكانة ً وفكرا ً ،،
لا لشيء إلا لأنه لسان ُ حق ٍ عاش ليقول ( لا ) في دنيا ما لهج أهلها إلا بنعم ،،
نعم يا سيدي أنا السعيدة ُ بكلامك ،،
وفي كل يوم ٍ أشعر بأنك ذلك النفس الذي أعرف ،،
___________
سيدي الفاضل إن بدأنا الحديث عن الشيخ محمود محمد شاكر فلن ننتهي أبدا ً لأنه خضم ٌ رحب ٌ أنى لنا أن نلم بأطرافه ،،
ما نقوله ليس القليل بل هو أقل من القليل ،،
فهو ناثر ٌ لا يجارى ،
محقق ٌ يذهل كل متصفح ٍ لكتبه ،،
شاعر ٌ بارع ٌ باهر ( رغم أن أشعاره قليلة ) ،
وكم يقتات الأدباء والأساتذة في هذه العصر بعلمه ،، فقد كان بيته كعبة الأدباء والعلماء ،،
وكم اعتلى تلامذته بفضل علمه أرقى المناصب وأرفعها ،، (دكاتره ، رؤساء جامعات وو...)
_____________
سيدي المعتمد ،،
عرفت الشيخ أديبا ً ، وشاعرا ً ومحققا ً فأحببته ،،
وعرفته ُ مع هذا كله إنسان ،، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ،،
يحمل قلبا ً قل نظيره ،، يقسو على تلاميذه قسوة الأب ، يضرب ابنه ُ اشفاقا ً عليه لا بغضا ً وكراهية ،،
لدي الكثير ،، ولكن شباة قلمي تأبى أن تطاوعني ،،
لأنني أعلم بأنني أقل من أن أتحدث عن عملاق ٍ مثله ،،
_________
ذكرتك بين ثنايا الضلوع *** وأضمرت ذكرك بين الكلم
طال العهد بيني وبين هذه الكلمات ،،
ولكن حين قرأتها ،،
قلت سقط الأستاذ ولن ترحمه اليمامة كما أذكر البيت هكذا
ذكرتك بين ثنايا الضلوع *** وأضمرت اسمكِ بين الكلم
لا ذكرك ،،
ولكن حين عدت إلى الكتاب (المتنبي ) ،،
كدت أن اسقط على الأرض من فرط الضحك ،، فكأن الله يأبى أن يجعلني أستمتع بفن ( التشريح ) ،،
فكانت الأبيات هكذا ،،
ذكرتك بين ثنايا السطور *** وأضمرت قلبيَ بين الكلم
وها أنا ذا أهدي القصيدة لشخصكم الكريم ،،
نفثة ٌ قديمة ٌ
ذكرتكِ بين ثنايا الســــطورِ *** وأضمرتُ قلبي َ بين الكلمْ
ولست أبوحُ بما قد كتمت ُ ، *** ولو حزَ في النفس حدُ الألم
تُمزقنـــــي ما حييت ُ المنى *** فأرقعُ مــا مزقت بالظــــــلم
فكم كتم الليل من ســــرنا ، *** وفي الليل أسرار ُمن قد كتم
تشابه – في كتم ما نَسْتسِرُّ- *** سواد الدجــى وسواد القلم
محود محمد شاكر / المتنبي / صـ 136ــ
أما القوس العذراء فالحديث عنها يطول نكمله إن أحببتم هذا ،،
|