الموضوع: طال الفراق
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-08-2001, 04:01 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post طال الفراق

طال الفراق فقل لي كيف تصطبر
……………..ولهفة الشوق في الأحضان تنتظر
أحضانُ وجدانِ تهويم فوا عجبا
…………………كأنما أنت لا ثغرٌ ولا صدَرُ
ولا ذراعان نار الوجدِ بينهما
……….…….منذ ابتعدت عن السمراء تستعرُ
بلى ذراعان من تَوْقٍ ومن حلُمٍ
…………….وضمّةٍ ملؤها الإحساسُ والفِكَرُ
أفيكَ طينٌ كخلق الله كلهم؟
…………..أم ذوّب الطينَ من عينيك منهمرُ؟
أم أن بينكما بحرٌ سفينـته
……………….شراعُها أملٌ والخيبةُ الدُّسُرُ؟
فلست تبلغُ لا شطّا ولا أرباً
…………….تيقى إذن في عباب الموج تنتظرُ
أذاك زعمكَ مضطرا مخالفةً
…….…………طبائِعاً شأنُها في اللجّ تنغمرُ؟
فهل ينجّيك هذا الزعم من غرقٍ
…………..….إذا الأحبة ميناءَ الوفا هجروا ؟
بل كيف يغرق شيءٌ لا وجود له؟
………..…….كحالِ لحنك لا نايٌ ولا وتَرُ
كهارب لم يزلْ من عالمٍ لزِجٍ
………………..فيه الأمانيّ لا تنفكّ تندثرُ
أراك تهذي بقولٍ لا انسجام به
……………كأنّ عقلك مما حلّ يحتضرُ
إرحم فؤادك إذْ شظّيْتَه مِزَقاً
…………..ما كلُّ كسرٍ إذا جبّرتَ ينجبرُ
أنت الملومُ فكم صدّقتَ من حُلُمٍ
……..…….وُعودَه وهو كذّابٌ بها أشِرُ
وإن تَمِلْ عنك بالسمراءِ زائغةٌ
…………..فإن حظّكَ في الدنيا هو العثَرُ
كأنما أنت ظلٌّ من إرادتها
…………فهل تعودُ إذا عادت وتنسحرُ ؟
أريشةً في في مهبّ الريح أسألُها؟
………..…..مُبَرْمجاً قولُها والرّدّ والأثرُ
كأنّ (أكثرَ) لا معنى لها أبداً
……..…..أو المعاني لها ما حدّها حَصَرُ
وكلّ معنى غدا كالثوب تلبسه
…………صبحاً، وتخلعه إن جنّها السّحرُ
من رام نقضاً لأمرٍ كان أبرمه
………...….فليس يُعْوِزُه في نقضه عُذُرُ
ألم أحذّرْكَ من أمرٍ أواخرُه
………..كما رأيت فما أجدى لك الحذرُ
أودعتَ سمراءَ أخلى ما به همست
……..….نسائمُ الصيفِ أو ناجى به القمرُ
هي الرببيع فما من وردةٍ عبقت
…….…….إلا بنفحٍ من السمراء تعتطرُ
بذرت حلمك فيها وانتظرت له
…………يوما يوافيك من جنّاتها الثّمرُ
فذا الهجيرُ وذي الصحراءُ في كلِمٍ
…………فلا ثمارٌ ولا همسٌ ولا شجَرُ
فأين خطّ رجوعٍ كم نصحتُ به؟
…….أُرسُفْ بحزنك عدْلٌ فيك ذا الثّبَرُ
إن كان للناس يسرٌ بعد عسرهم
……….فإن عسْرَك دوما بعدَه عسُرُ
" أستغفر الله فيض الهمّ برّح بي"
………حتى غدا لسواي القول والنّظرُ
هوّن عليكَ ولا تشْطُطْ فأنت كما
………..سمراءُ من أمّةٍ من طبعها الهَتَرُ
تنكّرت لحدود الله واقترفت
……..حدود كفرٍ بها الأشلاء تنشطرُ
لكلّ شطرٍ من الطاغوتِ نائبُهُ
……….يُفتى له في هداه أنـّه عُمَرُ
خنازرٌ جرّعتها الذّلّ مُرتكَزاً
…..."يا أمّةً ضحكت من ذلّها البشرُ"
ألا تراها إلى أعدائها ركبت
……خيلا من الوهم لا سرْجٌ ولا ظهَرُ
وجرّدت من سيوف الزّور أقطعها
……...وطار بالذل من عين لها الشّرر
شنّت على الخصم حربا فيه عدّتها
……….الماضيين لديها الكذْبُ والدّبُرُ
في كلّ معضلة (عشرين) تفرزهم
……..يضمهم في (ذُرى) الأرزاء مؤتمر
كلابَ رومٍ لهم إخلاصه أبداً
……...وصحّ فيهم مقال كم به عِبَرُ
"من الكلابُ بزيّ الضاد قد حضروا
….شاهت وجوهٌ وبئس الغرقد الشجرُ"
هون عليك فللرحمن حكمتُهُ
………ولا يكون سوى ما شاءه القدرُ
الرد مع إقتباس