عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 03-02-2001, 08:49 AM
كاتبٌ يحبو كاتبٌ يحبو غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 24
Smile

أخي العزيز جمال، الإخوة جميعا،
أسعدتم أوقاتا، ولا حرمنا الله جميل نصحكم وشعركم، وفض الله فا عدوك يا جمالُ،
نظرا لدعوتكم الملحة لأن تكون الردود شعرا، تذكرت حوارات أجريت مع شعراء وكتاب حول طقوسهم أثناء الكتابة، وأخذت من كل قطر أغنية، فانطويت على نفسي، حاملا معي قهوتي وعلبة سجائري، واستدعيت شيطان الشعر، فأعياني حتى أعطاني، ولكنه لم يعط الكثير، فطردته وطلبت "شيطانَ" شاعرٍ، فهو أشعر من صاحبي الذي يثرثر وحسب، فأبى وقال أين الثرى من الثريا، ولأني لست بشاعر، ارتضيت بما قسم الله لي، وأخذت ما أعطاني شيطاني، فقلت، وكلي أمل أن يروقكم:

أَبَتْ لي مِلَّتي وَأَبى إِبائي
.......................قَبولَ الذُّلِّ دَرْءاً لِلْبَلاءِ
إِلَهي أَرْتَجي رَغَدَ الحَياةِ
......................بِهامٍ عانَقَتْ سُحُبَ السَّماءِ
أُناجي عَطْفَ جَبّارٍ تَعالى
....................إِلَيْهِ العَبْدُ يُجْزِلُ بِالثَّناءِ
كَأَنّي بِالعِبادِ وَهُمْ عَبيدٌ
.......................لِغَيْرِ اللهِ ذَلّوا بِانْحِناءِ
خَليلي عَيْشُنا أَضْحى سَواداً
......................لأَنَّ الصَّبْرَ غابَ مَعَ الوَفاءِ
خَليلي أَقْبَلَ اللَّيْلُ نَهارا
...................وَشَمْسُ الظُّلْمِ بانَتْ في المَساءِ**
خَليلي خانَ خِلُّ الخِلِّ خِلَّهْ
....................وَجارَ الجارُ حُبّاً في الثَّراءِ
صَديقي صَدَّ صَحْبي عَنْ صَهيلي
.....................وَصارَ الصِّدْقُ ضَرْباً مِنْ هَباءِ
وَعِشْقُ الغُشِّ عَشَّشَ في كُروشٍ
.......................تَظُنُّ المالَ زاداً لِلْبَقاءِ
تَناسَتْ قَوْلَ أَحْمَدَ عَنْ ثَلاثٍ
....................لِمَوْتِ المَرْءِ هيْ خَيْرُ العَزاءِ
فَفِعْلُ الخَيْرِ أَوَّلُها وَلَكِنْ
......................تَصَدَّقْ ما اسْتَطَعْتَ بِلا رِياءِ
وَلا تَنْسَ البَنينَ وَلا البَناتِ
......................إِلَيْكَ الأَجْرُ يَتْرى بِالدُّعاءِ

هذا ما جادت به قريحتي بعد أن تمخضت كثيرا، وأرجو ألا يكون تمخضُها تمخضَ الجبل.
أخي جمال،
لقد كان سفرك سفراً بحق، ولكني لمست فيه ما أحب أن ألفت نظرك إليه، فقد قلت:
وأغفرُ عن رضىً زلاَّتَ صحبٍ
........... وأرْعىَ وُدَّهُم خوف الجفاءِ
وقد جاءت "زلات" منصوبة، وهذا صحيح، ولكن علامة نصبها هي الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم وليست الفتحة.
كما أبدعت إذ قلت:
فبرُّ الوالدينِ عليكَ فرضٌ
........... ولا تنساهما وقتَ الدُّعاءِ!
وجاء الفعل "تنسى" مجزوما، فحري به أن يكون "تنسَ"، فهو مجزوم بحذف حرف العلة، أو تقصيره، كما يحلو لبعض النحويين أن يقول، وعندها يحدث كسر في البيت.
وقولك الرائع أيضا:
وما الإنسانُ إلا مثلَ سطرٍ
........... بسفرٍ صِيْغَ من طينٍ, وماءِ
وقد نصبتَ "مثلَ"، على اعتبار أنها خبر منصوب لـ"ما" العاملة عمل "ليس"، حسب ما أعتقد، وهنا الرفع هو الصحيح، فدخول "إلا" ألغى عمل ما، فصار الأسلوب حصريا، فقد جاء في محكم التنزيل: "وما محمدٌ إلا رسولٌ"، فـ"إلا" أعادت الجملة الاسمية إلى حالتها الأصلية، من مبتدأ وخبر مرفوعين.
والله أعلم، وأرجو من الإخوة أن يصوبوني إن أخطأت فيما قلت، فما هدفي إلا الإيضاحُ وتبيانُ علة بدت لي، وشجعتني على ذكرها سعة صدركم ورحابة قلبكم.
** ملاحظة: أفيدوني بارك الله فيكم، فهذا البيت يحتاج، حتى يستقيم وزنه، أن نشبع الضمة في لام "الليلُ"، ولاأدري إن كان ما ذهبت إليه صوابا، وإن عدّ هذا كسرا، وقد اهتديت إلى فكرة الإشباع من بيت أحفظه ويغيب عن ذهني قائله، إذ يقول فيه، على لسان اللغة العربية:
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ
....................فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وهذا البيت مكسور بقراءته السابقة، وأظن أن مدرس اللغة العربية طلب منا أن نشبع الفتحة في "سألوا"، ونقرأها "ساءلوا"، حتى يستقيم الوزن، ولكم خالص مودتي وامتناني.
الرد مع إقتباس