[كاتبٌ يحبو]

الأخ عمر الشادي،
شدني تساؤل مماثل نحو البيت الذي أشرت إليه، ولولا قوة القصيدة ومتانة ألفاظها، لجزمت أن خطأ جسيما وقع فيه الشاعر، ولكن كيف بشاعر كالصقر يكبو أمام هنة كهذه، والقصيدة فيها من التقديم والتأخير الكثير، مما يجر كثيرا من الشعراء إلى الوقوع في منزلقاتها، ولكن "الصقر" تجاوزها كلها.. فما العمل؟
أظن أنه مطلوب من النحويين محاولة الوقوف على تخريج ما لهذه الهنة –إذا افترضنا جدلا أن صاحبنا لم يتنبه إليها، ولكن الغريب أنك لفتّ النظر ولم يجب الشاعر، رغم أنه أجاب عن أسئلة أخرى، أو بالأحرى سؤال وحيد، وليس لديه الوقت ليكمل الإجابة عن البقية؟
والغريب في الأمر أن صاحبنا يريد تعلم طلاسم الشعر الحر وأرقام الخشان وحساباته المعقدة، التي لا أجانب الصواب إذا قلت إن تعلمها أصعب من تعلم الصينية، رغم ضيق الوقت الذي يحول بينه وبين الإجابة عن هذا السؤال..
ولكنني سأفترض حسن النية وسأقول إن صاحبنا لم يقرأ سؤالك، ولكن، حتى هذه لا تصلح، فثمة تعقيبان حول هذه النقطة تحديدا.. ويصر صاحبنا على عدم الإجابة!!
ومع ذلك، لا تنفد الأعذار السبعون التي حضنا رسول الهدى –صلوات الله وسلامه عليه- على التماسها لأخينا، فرأيت أن أكتفي وأخرج من معمعان التبرير والخوض في لب المسألة، فقلت، أضع رأيي بين أيدي أعضاء الخيمة، فلربما أبدى أحد الأفاضل رأيه دعما أو دحضا لما سأقول..
"أمسى كلانا شاخص جفناه"..
وإذا كنت قادرا على التماس عذر غض الطرف عن عدم الإجابة عن هذا السؤال، فإن القبول بإبقاء "شاخصٌ" مرفوعة أمر ليس من حقي، إذ إن سيبويه سينزعج وهو في قبره.. وقد حاولت أن أعتبر "شاخصٌ" مبتدأ، و"جفناه" فاعلا لاسم الفاعل سد مسد الخبر، والجملة الاسمية في محل نصب خبر أمسى.. وبهذا نكون قد خرجنا من المأزق.. ولكن، أيجوز الابتداء بالنكرة، والعربية لا تعترف إلا بالمعارف أسيادا؟!
ثمة رأي يقول إن الابتداء بالنكرة جائز إذا ما سبقت الجملة بنفي أو استفهام، ولكن البيت يخلو من أي نفي أو استفهام.. إذا، ذهبت محاولات التبرير كلها أدراج الرياح.. ونصل إلى نتيجة مفادها أن في البيت لحنا، ولا يمكن القبول به هكذا...
لذا، فإننا نطلب من أخينا الصقر أن يتكرم علينا ويغيرها، أو فليأت ببرهان يتيح له إبقاء الحال على ما هو عليه، فالأمر أشكل علينا..