أستاذي الكريم عبد الله : السلام عليكم ورحمة الله وبعد : فشطر البيت الذي ذكره الأستاذ سلاف ( فأنعمْ بنا خالا وأنعم بنا ابنما )هو على ما أحفظ من قصيدة لسيدنا حسان بن ثابت ، وقد انتقدته الشاعرة الكبيرة الخنساء في بيتين منها وهما :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
............ وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بني العنقاء وابني محرق
............ فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ( ابنما )
وقالت له : لقد ضعفت افتخارك في ثمانية مواضع ... ثم وضحت له ذلك .
فهذه الكلمة ( ابنما ) صحيحة ولم يقع الأستاذ سلاف بخطأ طباعي .
وزيادة الميم فيها صحيحة وهي لغة في ( ابن ) . وهي ( ابنم ) من الأسماء العشرة التي همزتها همزة وصل .
يقول ابن جني في كتابه ( سر صناعة الإعراب 1 /115 ): وأما الأسماء التي فيها همزة وصل فهي عشرة أسماء معدودة وهي : ابن وابنة وامرؤ وامرأة واثنان واثنتان واسم واست وابنم بمعنى ابن وايمن في القسم . .... إلى أن قال : وقال الآخر :
وهل لي أمٌّ غيرها إن تركتها
............. أبى الله إلا أن أكون لها ابنما
أي ابنا.
ويقول في كتابه ( الخصائص 2 / 182 ) حين يذكر زيادة ( ما ) في بعض الكلام ، كزيادتها في ( أثورما ، وويحما ، وهيما ، وأينما ) ، يقول : فأما قول الآخر :
وهل لي أمٌّ غيرها إن هجوتها
...............أبى الله إلا أن أكون لها ابنما
فليس من هذا الضرب في شئ ، وإنما هي ميم زيدت آخر ابن وجرت قبلها حركة الإتباع ، فصارت هذا ابنم ، ورأيت ابنما ، ومررت بابنم ، فجريان حركات الإعراب على الميم يدل على أنها ليست ما ، وإنما الميم في آخره كالميم في آخر ضرزم ودقعم ودردم .
وقال ابن منظور في لسان العرب في مادة ( بني ) : قال سيبويه: وقالوا: ابْنُمٌ ، فزادوا الميم كما زيدت في فُسْحُمٍ ودِلْقِمٍ ، وكأَنها في ابنم أَمثَلُ قليلاً ، لأَن الاسم محذوف اللام ، فكأَنها عوض منها ، وليس في فسحم ونحوه حذف .
ولكما مني كل شكر وتقدير .
|