مثقلة هي القصيدة بالحزن الدفين ، والذي يشبه الموت البطيء الذي يفترس المرء رويداً رويداً ، ويسلبه روحه شيئاً فشيئاً ، وهو لا يملك إزاءه إلا هذا الألم الذي يعتصر قلبه ، ولكن حسناءنا لا تقوى حتى على البكاء ، فأي مأساة تعيشها هذه البائسة !!! الآه مكتومة والدموع غير ظاهرة ، ووفاؤها للحب الذاهب يؤرقها في هذا الليل ، الذي حشد له الشاعر كل صور العذاب والوحدة والحزن ، والنجم الذي لا يضيء هذه الروح المظلمة ، ولكن مهلاً هذه النفس المعذبة في صمت ، تنطوي على ثورة تتأهب للانطلاق والتوثب ، ثورة بركان ، وسجين ثار على السجان ، وجمعت في صرخة واحدة ما تراكم في قلبها من شقاء مرير ، وانتحبت يا ويلاه ياويلاه ......
تصوير رائع لمعذبة ضعيفة لا تملك إلا العويل ، وأظن هذا العويل كان بلا صوت ، ولكن الانفجار مبشر بالأمل ، ويحمل في ثناياه وعداً بغد أجمل ، لمسكين ضاع هواه !
جميلة يا مجدي رغم السوداوية .
|