أترى أنها رحلة إلى السوق ، أم أنها رحلة في حياة ؟ وأي رضاء وأي اطمئنان ، وأية ثقة تلك تلك التي تستشعرها في هذه الرحلة مع ( طاغور ) ؟ الحياة تعطي والحياة تأخذ . ولكن هناك في النهاية ثروة لا تنفد ، ثروة القلب والشعور ، وتلك السماحة الراضية حتى مع السارق المتلصص الذي يريد أن يسرق أرباح اليوم كله ، ( لن أخيب ظنك ) ! وذلك الحب العميق الشفيف الرفاف ( وأنت لدى الباب ، تنتظرين في يقظة وصمت وفي عينيك الرغبة ، وكعصفورة وجلة طرت إلى صدري ، يدفعك حب تواق ) ، وقد سرقت حصيلة اليوم كله ؛ لئلا يخيب ظن السارق ! ولكن ( إن شيئاً كثيراً ما يزال باقياً معي ) إنه هنا في ذلك القلب الكبير .
إن لحظات مع هذا ( الإنسان ) في هذا العالم الراضي كالفردوس ، الناعم كالأحلام ، لهي عمر جديد ، وكون جديد .
سيد قطب .
|