ويح الحرنكش
أخي جمال وبقية الأحباب ..
كنت قد كتبت الأبيات قبل علمي بعودة الخيمات إلى سابق عهدها... فهذه يا جمال هي بيضة الديك التي وعدتك بها .
لهفي على الدار واراها محبوها *** وأجمعوا بصدودٍ أن يخلوها
(أمست خلاءً وأمسى أهلها احتملوا) *** لأنهم قد رأوا أن يجافوها
هل نترك الدار للذؤبان تشغلها *** فيملأون نواحي الدار تشويها
أم يصبر الكل والأرواح صامدةٌ *** ونمسسك الصحف السوداء نطويها
لأجل كلّ غويٍّ مزعجٍ قذرٍ *** ندور مثل يهودٍ عانوا التيها
هل تذكرون أبا غيثٍ وصحبته *** وجلسةً في جنان الشعر نقضيها
هل تذكرون من التششطير ما شطرت *** أيدي سلاف ومجدي يا محبيها
هل تذكرون سجالاً كان يملؤنا *** حباً وعششقاً وتحناناً وتمويها
هل تذكرون لميموزا مآثرها *** ورجفةً خوف ما تلقيه نبديها
هل تذكرون لحمدانيّنا جملاً *** من أعذب الشعر للأحباب يلقيها
لا لست أذكرها إلا وقد رفعت *** كفّاي تدعو على الوغد الذي فيها
ويح الحرنكش هل أصمت رمايته *** ففرّق الجمع شلّت كف راميها
له صفات بني صهيون ، مختبئٌ *** يحتال يوقد للخيمات يشويها
ولفظه كبقايا القارِ متّسخٌ *** كأنه من نُؤِيّ الحيّ يشريها
عد يا جمال ولا تأبه لمجترئٍ *** يريد أن تفسد الحيمات ناديها
المعتمد بن عباد
|