أخي وحبيبي وأستاذي جمال حمدان ... رحمك الله وغفر لك .
يبدو أن أمر النقد -لا كانت الساعة التي جعلتني أفكر في نطق هذه الكلمة- وعواصفه وزوابعه قد أثرت عليك وجعلتك في موقف متحفّز للهجوم .
يا أخي العزيز علم الله أنني لم أعنك ولم أورد هذه القصيدة لغرض في نفسي . والدليل على ذلكم أنها تكمل في هذه الأيام -إن لم تكن أكملت- عامها الأول . فما عنيت ولا قصدت بها شيئاً ممّا تظنّ . ولم أقصد أن يكون رمزها غامضاً لهذه الدرجة .
أبداً بل هي ... آه لحظة الآن عرفت هذه من أين أتيت بهذه الصورة الغريبة على أفكاري العتيقة . رحمك الله يا جمال ولا فض فاك فقد أرشدتني إلى الأسطورة التي استوحيت منها هذا الرمز .
تقول أسطورة في إحدى الدول الأوروبية ( وأظنها أوبرا غنائية) أن قبطاناً أو قرصاناً لا أعلم . كان يلفّ عالمه الغموض ليس في سفينته أحد سواه ولا يرى في الموانئ إلا قليلاً . يتزوّد منها ثمّ يمضي . ثمّ بعد ذلك في أحد الموانئ تقع في حبّ هذا القبطان الغامض فتاة -وهي إذ ذاك مخطوبة- وتخرج القبطان بروعة الحب وجماله من عالمه الغامض ، وتغرق في حبّه فتفسخ خطوبتها السابقة وتقضي أياماً جميلة مع القبطان الذي يقرّر الزواج بها فتوافق .
ثمّ فجأة قبل ليلة الزفاف لا أدري ما الذي حصل يعود القبطان إلى سفينته العتيقة فيركبها ويغادر الميناء . في هذه الأثناء تأتي الفتاة المسكينة فتنادي عليه فيذهب دون أن يردّ فتلقي نفسها على إثره في المحيط .
بعد ذلك يستمرّ القبطان طيلة قرون متنقلاً من ميناء إلى ميناء دون استقرار كأنه يقضي عقوبةً مؤبدة . ويصبح هو وسفينته مصدر شؤمٍ للبحّارة ونذيراً بالعواصف والأهوال .
هذه هي الحكاية باختصار ... ومعذرة للإطالة .
أخوك المحبّ ... المعتمد بن عباد
|