عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-06-2000, 10:15 AM
المعتمد بن عباد المعتمد بن عباد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 392
Talking

أخي العزيز خالد... كنت نشرت هذه الأبيات من قبل ولا بأس من إعادة نشرها إكراماً لك : فخذ :
للأديب الكبير العلامة خير الدين الزركلي صاحب كتاب الأعلام فضلٌ كبير على الشعر .
هذا وقد شارك في الحركة القومية وناهض الاستعمار الفرنسي ونزح عن وطنه ، حكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابيا
فأرسل عليهم شعره شواظاً من نار وكان له الفضل في إثارة المواطنين على الغاصب المحتل وله شرف إذكاء الثورة السورية .
قال في قصيدته التي تصوّر ألمه لبعده عن وطنه :
العينُ بعد فراقها الوطنا *** لا ساكناً ألِفت ولا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها *** أن لا تحس كرىً ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحةٍ *** حُسناً، وباتت لا ترى حسنا
والقلب لولا أنةٌ صعدت *** أنكرتُه، وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا *** وهمُ هنالك، ما لقيت هنا
ما كنت أحسبني مفارقهم *** حتى تفارق روحي البدنا
‌‌‌‌‌×××××
يا موطنا عبث الزمان به *** من ذا الذي أغرى بك الزمنا ؟
قد كان لي بك عن سواك غنىً *** لا كان لي بسواك عنك غنى
ما كنت إلا روضةً أنفاً *** كرمت ، وطابت مغرسا وجنى
عطفوا عليك، فأوسعوك أذى *** وهم يسمّون الأذى مننا
وحنوا عليك، فجرّدوا قضباً *** مسنونةً، وتقدموا بقنا
×××××
يا طائراً غنى على غصنٍ *** و(النيل) يسقي ذلك الغصنا
زدني وهج ما شئت من شجني *** إن كنت تعرف مثلي الشجنا
أذكرتني ما لستُ ناسيه *** ولربّ ذكرى جددت حزنا
أذكرتني (بردى ) وواديه *** والطير آحادً به وثنى
وأحبةً أسررت من كلفي *** وهواي فيهم لا عجاً كمنا
كم ذا أغالبه ويغلبني *** دمعٌ إذا كفكفته هتنا
لي ذكرياتٌ في ربوعهم *** هن الحياة تألقاً وسنى
إن الغريب معذبٌ أبدا *** إن حل لم ينعم وإن ظعنا
لو مثلوا لي موطني وثناً *** لهممت أعبد ذلك الوثنا

وابتسم يا أخي العزيز ودع الكآبة جانباً.
قال السماء كئيبةٌ وتجهّما *** قلت ابتسم يكفي التجهم في السما

وأختم ببيتين لأحد أساتذتي الأفاضل من قصيدة طويلة رثى بها الأندلس :
وغداً سنعود إلى الوطنِ *** ويغني الطير على الفننِ
وهنالك نسمعها الدنيا *** أنّا سنظلّ على السننِ

وتقبل تحيات ... ملك إشبيلية

الرد مع إقتباس