عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 26-06-2000, 11:02 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

ج2 و تتمة كنت أظن أن العقر ب
و لقد أحسن الإمام الأديب أبو الحسن حازم بن محمد الأنصاري القرطاجني إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة و المسالة :
والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا
******إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
وربما نصبوا للحال بعد إذا
******وربما رفعوا من بعدها، ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما
******وجه الحقيقة من إشكاله عمما
لذاك أعيت على الأفهام مسألة
******أهدت إلى سيبويه الحتف و الغمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها
******قدما أشد من الزنبور وقح حما
وفي الجواب عليها هل "إذا هو هي"
******أو هل "إذا هو إياها" قد اختصما
وخطا ابن زياد و ابن حمزة في
******ما قال فيها أبا بشر، وقد ظلما
وغاظ عمرا علي في حكومته
******يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو و عليا في حكومته
******يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفجع ابن زياد كل منتخب
******من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتخب
******من أهله إذ غدا منه يفيض دما
وأصبحت مده الأنقاس باكية
******في كل طرس كدمع سح و انسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم
******لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة غلمت
******وأبرح الناس شجوا عالم هضما
و قوله "ربما نصبوا… إلخ" أي ربما نصبوا على الحال بعد أن رفعوا ما بعد "إذا" على الابتداء، فيقولون "فإذا زيد –بالرفع- جالسا".
و قوله ربما في آخر البيت بالتخفيف توكيد لربما في أوله بالتشديد.
وعمما في آخر البيت الثالث بفتح الغين كناية عن الإشكال و الخفاء،وغمما في آخر البيت الرابع بضمها جمع غمة.
و ابن زياد : هو الفراء
وابن حمزة : هو الكسائي
وأبو بشر : سيبويه
وعمرو و علي : الأولان سيبويه و الكسائي، و الآخران ابن العاص وابن أبي طالب رضي الله عنهما
و "حكما" الأول اسمن والثاني فعل
وزياد الأول : والد الفراء، والثاني والد ابن أبيه،وابنه المشار إليه هو ابن مرجانة المرسل في قتل الحسين رضي الله عنه
وأضم كغضب وزنا ومعنى،وإعجام الضاد،والوصف منه "أضم" كفرح، وهضم :مبني للمفعول أي لم يوف حقه.
وأما سؤال الفراء فجوابه أن أبون جمع أب، وأب فعل بفتحتين،واصله أبو –بفتح الباء- فإذا بنينا مثله من "أوى" أو من "وأى" قلنا أوى كهوى،أو قلنا وأى كهوى كذلك ثم تجمعه بالواو والنون فتحذف الألف كما تحذف ألف مصطفى، وتبقى الفتحة دليلا عليها فتقول : أوون أو وأون رفعا، و أوين أو وأين جرا و نصبا كما تقول في جمع عصا و قفا اسم رجل : عصون و قفون و عصين و قفين، وليس هذا مما يخفى على سيبويه و لا أصاغر الطلبة،ولكنه كما قال أبو عثمان المازني : "دخلت بغداد فألقيت علي مسائل فكنت أجيب فيها على مذهبي، ويخطئونني على مذاهبهم".
وأما سؤال الكسائي فجوابه ما قاله سيبويه،وهو "فإذا هو هي" هذا وجه الكلام مثل (فإذا هي بيضاء)، (فإذا هي حية).
وأما فإذا هو إياها إن ثبت فخارج عن القياس و استعمال الفصحاء،كالجزم ب "لن" والنصب ب "لم" والجر ب "لعل" وسيبويه و أصحابه لا يلتفتون لذلك و إن تكلم بعض العرب به.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب –جمال الدين ابن هشام




الرد مع إقتباس