عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 20-06-2001, 09:15 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Thumbs up

أرجو أن تقبلوا مني هذه المشاركة أيضاً ..


قصيدة ( عرَّافة الكهف ) للشاعر اليمني الراحل / عبد الله البردُّوني
من ديوان [ جَوَّاب العصور ] ..
يا آخر الليل ، يا بدء الذي ياتي
هل سوف تصحو التي ، أم تهجع اللاتي ؟

أسْحَرتَ في منكبَيْ سهلٍ يُساكنني
عظمي ، أتصغي إلى أسمار جدَّاتي ؟

رفقاً بلمس حصاه ، إنها حُرَقي
و تلك أعشابه الكحلى بُنَيَّاتي

أما بخدَّيك من أنفاسه قُبَلٌ
كنبْسِ أمي ، تحاكي بدء لثغاتي ؟

***

في غور عينيك بدءٌ لا ابتداء له
خذني أمُتْ فيه ، بحثاً عن براىتي

عن ريشِ أولِ عصفورٍ هناك زَقا
وشمَّ منقاره مولاة مولاتي

عليك عِمَّة قنَّاتٍ تهشُّ بها
وفي ردائك ضاحٍ غير قَنَّاتِ

***

هذا الهشيم الذي قيل اسمه شبحي
تدري لماذا يُمنِّيني بإنباتِ ؟

وبانبلاج شروقي خالعاً زمني
وتحت إبطي كتابٌ عن بداياتي

ناديتُ صُبحاً يلي صبحاً هنا وهنا
ظلَّتْ تلبِّي نداءاتي ، نداءاتي

***

يا آخر الليل لو ناديتَ مقبرةً
قالتْ : هناك انتبِذْ أقلقتَ أمواتي

لأن بيتَ أحبَّائي يُقوِّلني
القحط يمتدُّ من قُوتي إلى قاتي

هذي يدي أوشكتْ تنسى طريق فمي
أصيحُ يصخبُ شيءٌ غير أصواتي

***

ألستَ يا الشفق الثاني تحسُّ معي
طفولة ابن الندى ، إحدى حبيباتي

تلوح غير الذي بالأمس مرَّ وما
قال السَّنا : مَرَّ صبحٌ أو دُجى شاتي

***

كان المكان زمانياً بلا زمنٍ
قال الفراغ : هنا أهلي وأبياتي

مَن ذا هنا يا سهيلٌ قال : أين أنا
مَن يا ضُحى قال : مَن ذا احتاز مرآتي ؟

أما تلمَّحتَ حيناً ما لمستُ أنا ؟
بل ضعتُ بين التفافاتي ولفَّاتي

***

هل أنتَ منكَ ستأتي ؟ لو ملكتَ يدي
لكي أصوغ قُبيل البدء ميقاتي

أحلى الثواني التي تحدوك حُمرتها
لها احمراري ، وللأخرى صباباتي

***

تَرى أيُعييك مثلي حملُ جمجمتي ؟
هل في طواياك نيَّاتٌ كنيَّاتي ؟

يقال : بيتاك في إبطَيْ دجىً و ضحىً
بيتي الذي سوف أبني هادمٌ ذاتي

وأين تبني ؟ وهل في الأرض زاويةٌ
إلا وأصبى خباياها صديقاتي ؟

***

ماذا تغمغمُ كالنهر الجريح ؟ متى
ستنفثُ الكَبتَ ؟ كي أجتاز كبَّاتي

قُل أيَّ شيءٍ ، ولكن لا تقُل كأبي :
دعني فلا ناقتي فيها ولا شاتي

هل في لسانكَ أم في مسمعي حجرٌ
أمْ ترجَمَ الصمتُ إنصاتي لإنصاتي ؟

كم قيل أفصحَ صبحٌ وانجلتْ شُبهٌ
يكفيك عصيان قلبي أمرَ إسكاتي

***

عرَّافةَ الكهفِ قالت : لي مفاجأةٌ
قلتُ : اهبطي ، وخذيني الآن أو هاتي

على اسمها بِتُّ أطهو نجمةً لغدي
ماذا سأفعل لو أنهيتُ مأساتي

***

اليوم يا ابني توافي كلُّ ثانيةٍ
بعكس ما بشَّرت قلبي نُبوَّاتي

قبل التوقُّعِ ينصبُّ الوقوع ، ولا
تحسُّ أهْوَ رَذاذٌ أم لظى عاتي

***

يا أول الصبح ، لي عند الضحى خبرٌ
وأخرياتُ الدجى برهان إثباتي

عرَّافةُ الكهف قالت : كلُّ آتيةٍ
تمضي ، وتأتي ولا تمضي خرافاتي

كالبحر يأتي إليه منه مرتحلاً
فيهِ ، كذا تحمل السبَّاح موجاتي

***

والآن ماذا ؟ تزوَّج أم والدتي
جدَّاتُ جدَّاتها الخمسون زوجاتي

والآن يا يومُ ، ها أنت انتصفتَ فهلْ
خمَّنتَ مما مضى ما مطلع الآتي ؟؟

1991 م
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس