صحيح ما تفضلت به أستاذتي الفاضلة، وهو يقوم على ما ألفى
عليه الخليل الشعر العربي، ولكن تم النظم على أشطر تقل أو تزيد
عن طولها لدى الخليل، مع التقيد بتفاعيله. ومن ذلك
1- قول البحتري من قصيدة من تسعة أبيات
أبا العباسِ برزتَ على قومـِ
……………ـكَ آدابا وأخلاقا وتبريزا
فلو صُوِّرتَ من شيءٍ سوى الناسِ
……….…إذاً كنت من العقيان تعزيزا
فهذا شطره متْفاعلن متفاعلن متفاعلن
2- قول بن زيدون من موشح
رمتني الليالي عن قِسِيِّ النوائبِ
فما أخطأتني مرسلاتُ المصائبِ
أقضّي نهاري بالأماني الكواذبِ
وآوي إلى ليلٍ بطيء الكواكبِ
وأبطأ سارٍ كوكبٌ باتَ يُكلأُ
أرأيت لو أن شاعرا نظم مائة بيت على شاكلة الأربع الأول
ألا ينطبق على ذلك وصف مشطور الطويل، وقيسي على
ذلك سائر البحور، لو نظم على أشطر منها، وهو ممكن ولا
يشكل خروجا على عروض الخليل
3- يقول خليل مطران:
يا ثاكلاً بعضَهُ
…..مسّى الرّدى أجمعَكْ
تراكَ شيّعتهُ
…….والصبر قد شَيَّعكْ
قلبُكَ في نفسهِ
……والموتُ حيٌّ معكْ
وهذا كما ترين ربع البسيط الأول وليس ثلثه، أو هو
السريع وقد اجتثت تفعيلته الأولى
4- وقد يأتي البيت تفعيلة واحدة كما قال سلم الخاسر
موسى المطرْ
غيثٌ بكرْ
ثم انـهمرْ
ألوى المررْ
كم اعتسرْ
ثـمّ اتّسرْ
وكمْ قدرْ
ثـمَّ غفرْ
ولم يدون الخليل شيئا من هذا. ولا أرى فيه خروجا على عروضه فهو إما
اجتزاء منه في الفالب أو امتداد له احيانا.
|