عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 05-02-2001, 10:49 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post

أخي ومعلمي أستاذ سامي:

ها أنذا أعود كما وعدت لأسرد للجميع قصة كتابة هذه القصيدة ليروا وليعلموا كم أنت رائع وكم أنت شفاف ...... قد أستطيع تصور أنك كنت معي تقبع في مكان ما داخل سيارتي فتراقب خلجات وجهي أو نظرات عيوني ولكن كيف بالله كيف أستطيع أن أتصورك قد اقتحمت داخلي الذي يكاد يجهله حتى المقربون لتسبح في مشاعري وخواطري بمهارة وريادة؟!!!

كنت في الثلاثين من عمري وكنت قد نقلت من عملي في السعودية إلى مكان يبعد عن سكني حوالي 100 كم بعد غدر وظلم وليس هذا هو موضوعنا على كل حال. ركبت سيارتي مبكراً ذلك الصباح لأنطلق إلى عملي البعيد فإذا بالشمس تواجهني. نظرت في مرآة السيارة فرأيت شيئاً ما يلمع في رأسي كفجر يبزغ بعد ليل بهيم. دققت النظر محاولاً أن لا أعترف فازداد بريقه وألقه......

( أضاءت الشمس شيبا تلالأ رغم نور الصباح .. هل كان الشاعر ينظر لوجه حبيبته ورأى به انطباعات توحي له بأنه تقدم في السن ..هل كان ينظر بمرأة من زجاج وفضة ورأى بياض شعر رأسه أم كان ينظر بمرأة قلبه ... إنني أستبعد الاحتمال الأول وأُرجِّحُ الثاني ولا أُهمل الثالث كثيرًا .. ) ... لله درك !!

دارت في خاطري ساعتها كل أحداث العمر المليء بالآلام والأحزان وتذكرت الظلم الذي وقع علي فاشتعل الفؤاد حسرة وألماً وشعرت بخيال الشعر يتيني مسرعاً يواسي ويعين ......

( فواو استهلال القصيدة هذه تدل على أن الشاعر كان مشغولا بأمر ما قبل نظمه للقصيدة ولا مناص من الجزم بأن هذه الواو كانت وليدة لمخاض في ذهن الشاعر وهذا المخاض أتى بوليدة قوية البنية ولا أراها تحبو حيث سمى الشاعر وليدته ) ..... مرة أخرى لله درك !!

جال بخاطري أطياف الطفولة وذكريات الشباب كأنها بالأمس القريب ونظرت أمامي فرأيت العمر ما هو إلا كذلك السراب الذي أراه أمامي على الطريق ... شعرت برحلة العمر قصيرة خاوية كرحاتي وحيداً في تلك السيارة أذهب في الصباح المشرق وأعود في الغروب المشفق.........

( تطوي بنا الأيام رحلة عابر ويختم الرحلة بدرب قصير مطبق ويعرج بينهما على الطفولة ومراتع لهوها .. تسلسل واتساق جميل حيث نرى أن الشاعر قد خرج بنا من الشيب وأمسك بشعرة خفيفة من قلبه لا من شيب رأسه وأخذنا لبحر آخر أراه قد أجاد الإبحار فوق لججه والغوص في أعماقه .... أخذنا إلى بحر الحكمة ليرينا كيف يرمي بمرساته حين تتقلقل المراكب الماخرة فيه ) ....... كيف يا سامي عرفت ذلك؟؟!! ... كيف؟!!

وحين امتلأ القلب بالحزن والشجن لجأت إلى رحمته التي تداوي كل جرح ففي القرآن شفاء ورحمة ونظرت بما حباني الله به من حكمة دفعت ثمنها عمراً أشاخ القلب قبل البدن إلى بواطن الأمور وتذكرت قصة موسى وفتاه وانتهت القصيدة بنهاية الرحلة في أقل من ساعة .......

أكاد أشعر بالخوف والقلق فما اسطاع المقربون ما استطعت !! ..... وأشعر بالفخر والسعادة أن يتناول قصيدتي أستاذ مبدع مثلك يقرأ الشعر ولا ينظر إليه ......

تقول:

( ليخلص إلى مبتغاه من ركوبه لبحر الحكمة ونراه هنا قد تركنا فوق البحر وغاص وحده ليخرج لنا لآلئا من صدفات حكمته مظهرًا قدرته بل براعته في توظيف المفردات حين ختم أبياته بقوله .. كي تستبين بها العقول وترتقي .. الله الله الله ما أجمل ثمرات غرسك وما أبهى لألئ غوصك .. )

هذه لك !!! فأنت ذلك الغواص الذي غاص في الأعماق المظلمة ورأى ببصيرته قبل بصره اللآلئ قبل أصدافها وجنى الثمار طيبة قبل أوانها .... ولست أدري ما أقول ولا أي شكر لكم يطول ...

أخيراً تسألني عن كسر المضارع فأقول كنت أحاول أن أعرضه لعله يلقى القبول ... أما وقد نال عكس ذلك فلن أعيد وقد قمت بتعديل القصيدة محاولاً المحافظة ما استطعت على المبنى والمعنى وأرجو أن أكون وفقت في ذلك ....

تقبل تحياتي وخالص امتناني .....

الرد مع إقتباس