قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
............... بِسِقطِ اللِّـوى بين الدخولِ فحوملِ
نبدأ بقفا:
قيل: خاطب صاحبيه، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج كلامه مخرج الخطاب مع الاثنين، لأن العرب من عادتهم اجراء خطاب الاثنين على الواحدوالجمع، فمن ذلك قول الشاعر:
فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر
.............. وإن تدعاني أحم عرضا ممنعا
خاطب الواحد -أي ابن عفان- خطاب الاثنين.
وهناك آراء أخرى في قفا أسردها هنا رغم أنني أجد التفسير الأول لها أقربها إلى الصواب.
1. قيل: أراد قف قف، وإلحاق الألف أمارة على تكرير الأمر مرتين، كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى: {قال رب أرجعون} المراد منه أرجعني أرجعني أرجعني، جلعت الواو علما مشعرا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا.
2. وقيل: أراد قفنْ على جعة التأكيد، فقلبت النون ألفا في حال الوصل، لأن هذه النون تقلب ألفا في حالة الوقف، فحمل الوصل على الوقف، كما في قوله تعالى: {لنسفعا) وهي هنا نون توكيد. ومنه قول الأعشى:
وصلِّ على حين العشيّات والضحى
.......... ولا تحمد المثرين والله فاحمدا
أراد فاحمدن، فقلت نون التأكيد ألفا.
نبكِ:
يقال بكى يبكي بكاء وبكىً ممدودا ومقصورا.
أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له:
بكت عيني وحقّ لها بكاها
..................ز وما يغني البكاء ولا العويل
فجمع بين اللغتين.
السقط: منقطع الرمل حيث يستدق من طرقه.
اللوى: رمل يعوج ويلتوي.
الدخول وحومل: موضعان.
هكذا وردت في شرح المعلقات للزوزني وغيره.
ولنا لقاء قريب إن شاء الله.
|