راجعني أخي الشاعر الشامي -كما أطلق على نفسه - عمر الشادي ، حول قولي بوجود عروض في الكامل على وزن مُتْفا = فعْلُنْ = 22 ، وأنه لا يجوز إلا في المطلع على سبيل التقفية، ولدى مراجعتي لمصادر العروض الفيت قوله صحيحا، وفي حواري مع أخي جمال، سألني عن موقفي، فقلت أرى الإلتزام في الشعر بعروض الخليل، مذكرا هنا بأن العروض تأتي بمعنيين الأول التفعيلة الأخيرة في الصدر، والثاني العلم المعروف، وقد يقبل ذوقنا سواها، أو قد يأتي مجدد ما بوزن ما غير مأثور عن الخليل، فليكن ذلك فيما اقترحت أن نسميه الموزون لا الشعر. وذلك نظرا لتغير الأذواق وفسادها أحيانا ، وحفاظا على ديوان العرب من أن تعصف به ريح من هنا أو هناك.
وفي هذا السياق لا أرى بأسا أن تأتي (أسطر ) من الموزون بعروض واحدة على وزن مُتْفا. ولو تأملنا أبيات مشاركة صاحب الطير وعدلنا البيت الثاني لتصبح:
لا ارتاح صب في الهوى بعدي
........... لا ذاق إلا نائيَ السهدِ
قلبي أراه يفي بأحلامي
........... وأرى حبيبي منكرَ العهدِ
والظالمُ المظلومُ والجاني
........... يبكي فأضحَك ساكنَ المهدِ
فإني أرى ذلك من الموزون المستساغ جدا. ولو أن مُتَفا على شرط الخليل في العروض أعذب
|