إن دنا أجل العنزة أكلت خبز الراعي،وعندما تقسو الحياة على أحدهم يبيع مقدساته ويفلسف ما لا يفلسف، ثم يعتبر الخياتة وجهة نظر. يتفلسف المتخم متشدقاً بمعجم الأخلاقيات. أما من لا يملك أكثر من سوأته كفاقد الشيء لا يبيعه.
أما أنا... من أنا..؟ لازلت أعيش تحت القشرة الأرضية مع بقية أخوتي وأخواتي من جرذان وخلدان هذه القبيلة المشبعة بالعهر وكره الذات، أغرب من حضرة الذين يجيدون قتل الفرح والأمل في المهد، أولئك العطاشى لدم القرابين البشرية، أهرب وكأنما لدي ما أفقده – اللهم سوى الخوف من أن تعمل مخالب الهر بجلد الفأرة الناعم، اشتاط غضباً لخيانة زوجاتي لعش الزوجية، وأتناسى خيانتي لضميري ووطني. ينتابني كما الآخرين من أبناء جلدتي وعكة مزمنة، أعاني من الكآبة والجبن والهلع والسلبية وعدم الاكتراث والجهل، تنهش عقلي مخالب الشك بصحة أبوتي وعفاف أمي فتستنزف اتزاني. يعبق كوخي المظلم برائحة القهوة العربية المطعمة بحب الهال، أرتمي منبطحاً في ركن منعزل ثقيلاً متثاقلاً كما الهم على القلب.
يشوه الفزع حقيقتي، يسيطر الصمت المخزي والإحباط على عزيمتي وينتابني الشعور بعدم الوجود ممزوجاً بالانفصام والحيرة فأتمسك بحياتي التافهة وأرفض الغرق، أنا بحاجة لتضليل نفسي عن درب الواقع، أتوه في أزقة التاريخ المعتمة. وأضل الدرب، ويستمر الضياع.
|