عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-02-2001, 05:41 AM
صالح زيادنة صالح زيادنة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 128
Post شعوري الغريب .. ( من الإرشيف ) .

شعوري الغريب
شعورٌ غريبٌ يلازمني ، وإحساسٌ مبهَمٌ غير مفهوم يستَكنّ بين جوانحي ، يجعلني أشعر بالغربة والوحدة ، وأشعر بأنني أختلف عن الآخرين ، أو أنني نوعٌ غريبٌ من البشر .
فأتعذّب وأنا أشعر بهذا الشعور ، وأتألّم وأنا أحسّ بالغربة والوحدة والضياع ، فما الوحدة إلاّ نوع من الإنغماس في اللاشيء ، والإنزواء في أركان المبهَمِ والمجهول .
وألوم نفسي وأنعتها بصفاتٍ تؤلمها ، وأصفها بأنها متخلفةٌ وغير طبيعية ، فما هذه الإنطوائية إلا ضرب من الشذوذ ، والهروب من الواقع وعدم المشاركة الفعلية في الحياة .
وكلما أصفع قلبي مؤنباً ، يحتدّ وينتابه حزنٌ شديد ، إلا أنه يتمالك نفسه ويبلع سُخطَه ويمسك بيدي ويقودني الى نافذة صغيرة تُطلّ على العالم الخارجي ، ويقول لي : ها هم الناس انظر إليهم .
وأنظر من خلال الكُوّة الصغيرة فأرى الناس على حقيقتهم ، ينتشرون في كل مكان ، بعضهم يتسلّل في الظلام وبعضهم يسير في وضح النهار ، بعضهم قويّ شرس كالنمر يثور ويزمجر لأتفه الأسباب ، وينقضّ ليفترس دون رحمة ، وبعضهم كالثعبان يلدغ وينساب بين الأعشاب دون أن يراه أو يحسّ به أحد .
إنهم يشبهون تماماً تلك الحيوانات التي تعيش في الغابة ، كلّ فريق منهم يسير في إتجاه ، ولكن قاعدة واحدة تنطبق عليهم جميعاً ودون إستثناء ، وهي ان الكبير منهم يفترس من هو أصغر منه .
نظرت طويلاً وطويلاً ، ورأيت ما كنت أتصوّر ، وما لم يخطر على بالي أبداً ، رأيت ما كنت أُحِبّ وما كنت أَكره ، لكنني كنتُ هادئاً ممسكاً أعصابي ، فقد عاهدت نفسي منذ زمن طويل ألاّ أتدخّل في شؤون الآخرين ، وأن أبقى مخلصاً لله ولنفسي ليس أكثر .
وعندما مللتُ من النظر وتعبتُ من المشاهدة تركتُ النافذة وعدتُ إلى نفسي وإلى قلبي وعاد يُلازمني شعوري الغريب .
الرد مع إقتباس