[عمر مطر]

لا شك أن اليهود لن يقوموا ببذل أنفسهم في سبيل إلصاق التهمة بالعرب... اسمع قوله تعالى:

قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن
دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {94}
وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ {95} وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {96}

ولكن لا شك أن لهم يد في هذه التصعيدات الأخيرة، ولا أقول أنهم تغلغلوا إلى الجماعات الإسلامية، ولكني أقول أن مصالحهم في هذه الحادثة أكبر بكثير من مصالح أي جماعة مسلمة.

ولعلي أعترض من أخي الذي يقول أن ضرب الأهداف الاقتصادية ليس من صالح اليهود، لأنهم هم الذين يسيطرون على الاقتصاد الأمريكي، فعلى العكس، ذلك خير دافع لهم، فالمتتبع للاقتصاد الأمريكي يرى أنه وصل إلى القاع، وأنه في الهاوية ولا يزال منذ أكثر من ستة أشهر، ولا أدل على ذلك من خفض نسبة الفائدة للمرة الخامسة على التوالي وهي ما لم يحدث أبدا من قبل. وبما أن الأقتصاد بهذه التعاسة فلا بد من إيجاد ما يحرك الاقتصاد، ويدر البلايين من المساعدات المالية من الحكومة الأمريكية ومن حكومات العالم كله خوفا من انهيار الأقتصاد الأمريكي، الذي بدوره يؤثر على اقتصاد العالم أجمع.

ولا شك أن من له مصلحة في مبنى التجارة العالمية لا شك أنه وضع عليها تأمينا غالي الثمن لمثل هذه المناسبات، ولن يضره إلا التعطل عن العمل لمدة أسبوع أو أكثر، ثم يعود بشراء أجهزة أحدث، وموظفين جدد، بمال التأمين، وبمساعدات الحكومة الأمريكية وحكومات العالم التي تتداعى الآن لتقدم الولاء والمساعدة لسيدة العالم.

وعلى الرغم من أن التقارير تقول بأن المنفذين عرب، إلا أننا في عتمة تامة للحقيقة، فلسنا نعرف إلا ما تمليه علينا وسائل الإعلام الأمريكية، فإن هم قالوا أن المنفذون عرب، قلنا عرب، وإن قالوا غير ذلك قلنا بما يقولون، ولعلي لا أوافق الجميع على أن العرب (المسلمون) يمتازون بخاصية بذل النفس، ولكن هذا لا يؤكد لنا أن اليد المسيرة لهذه الاحداث كانت أيضا عربية، وستبدي لك الأيام ما كنت تجهل...