عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 17-09-2001, 03:33 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي جمال،

بارك الله فيك على هذا التحليل، وقد أحببت أن أنقل لكم عن البيان الإماراتية التالي:

في تقرير وزع على وزراء الدفاع الأوروبي: الهجمات أنقذت بوش واسرائيل تحصد الثمار


أوروبا لا تريد الحرب.. وتؤيد تعاونها مع أمريكا لمكافحة وتطويق الارهاب الدولي.. لكنها لا تريد أن تحرق أصابعها بالنار.. ولا توافق أمريكا على السير وراءها في شن حرب سريعة على أفغانستان أو غيرها،

إلا بعد ثبوت الأدلة القاطعة على تورطها في الأحداث الأخيرة، بهذا المنطلق دخلت أوروبا مرحلة العقلانية والتوازن بسرعة غير متوقعة، وفي تقرير لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية للشئون الأمريكية في بروكسل، أرسل لوزارات الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي، جاء فيه: «من المؤسف حقاً، وخاصة في مثل هذه الظروف، قول ان الحوادث الارهابية في مدينتي واشنطن ونيويورك الثلاثاء الماضي جاءت لانقاذ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية «جورج دبليو بوش» حيث ان 91 من الشعب الأمريكي بمختلف توجهاته السياسية وعقائده وايديولوجياته يقف صفاً واحداً وراءه، يؤيده ويفوضه في اعلان الحرب، كما انه ثبت اقدامه في بلاط البيت الأبيض، وجعل منه رجل دولة، وهو الأمر الذي لم يتحقق له ـ بوش ـ منذ فوزه على منافسه الديمقراطي «آل جور» في معركة انتخابية أحاطت مساراتها ونتائجها الشبهات الأخلاقية والدستورية الأمريكية، فلقد تحول «بوش» خلال أربعة أيام من بائع إلى قائد ميداني، حصل على صلاحيات ما كان يحلم بها لولا الحوادث الأليمة التي حلت ببلاده، ولقد تطور دور الرجل، لكن السؤال هو: ماذا سيفعل هذا الرئيس بهذا الدور؟ الذي لا يعرف أحد حتى هذه اللحظات أبعاده الحقيقية ونتائجه الوخيمة، ليس على الدولة محل الاتهام، أو الجماعة المتورطة بالفعل، بل على أكثر من دولة، وأكثر من صديق وحليف.


يستمر التقرير في طرح تساؤلات: «هل أدرك» «Mike Gerson» الذي كتب نصوص خطابات الرئيس بوش ووضع لها السيناريو والأبعاد الاستراتيجية والسياسية والعسكرية، ما يمكن أن تسفر عنه كلمات الرئيس من دمار شامل لمناطق بعينها في العالم؟ وهل المسألة بهذه البساطة في أن يجلس الرئيس على مكتبه، يمسك بقلمه ليلعب دور المخرج لسيناريو الحرب، اشترك في الاعداد له أكثر من شخص، وأكثر من جهة صاحبة مصلحة ما..؟! فعلى محطة الانتظار يوجد الرأي العام الداخلي الأمريكي، الذي يريد رد اعتباره وكرامته أمام العالم الخارجي، وبوش سيلبي الطلب لتثبيت أقدامه في بلاط البيت الأبيض، ويضفي عليه شرعية تطيل من عمره السياسي، وتضيف له دوراً قوميا للثأر من أعداء وطنه، لكن الشعب الأمريكي الذي جُرح من قبل في فيتنام، وجرح أيضا في حرب الخليج، وهو الآن جريح بسبب الأحداث الارهابية التي خلفت وراءها ضحايا بالآلاف، هل لديه الاستعداد فعلاً لتقبل جروح أخرى؟ واسرائيل الحليف الأمريكي تحصد الثمار، تضرب الفلسطينيين في العمق، وتنتهز فرصة انشغال العالم بالأحداث الأمريكية، أيضا لا يستطيع أحد قول ان النتيجة النهائية ستكون في صالح اسرائيل.


أيضاً ينظر عمالقة الاقتصاد والمال في أمريكا من ثقب الباب، حيث ستتبع الأزمة الاقتصادية قصيرة المدى حالة من الانفراج وتحقيق أرباح بمليارات الدولارات، وستدور عجلات انتاج أمريكية كانت بعضها بطيئة وأخرى مهددة بالتوقف تماماً، وسوف لا يسأل أي مواطن أمريكي عن أسباب تقاعس أو فشل بوش في تحقيق الرخاء الاقتصادي، وستختفي المقارنة بسابقه الديمقراطي «بيل كلينتون».


الآلة الاعلامية في أمريكا تدور بسرعة، وبدأت حملات البروباجندا لرفع درجات حرارة الشارع الأمريكية أكثر مما هي، بغية تعبئة مشاعره استعدادا للحرب، وذات الآلة الاعلامية هي التي ستتهم بوش وحكومته فيما بعد بأنه تسرع في اقحام أمريكا في حرب خارجية، وسقوط مزيد من الضحايا اضافة لكارثة واشنطن ونيويورك الارهابية.


كما ان هذه الكارثة وضعت ستاراً مؤقتا على قضايا خلافية بين أوروبا وأمريكا مثل، موقف أمريكا من قضية البيئة واتفاقية كيوتو، وجهة نظرها التي لا تؤيد تكوين جيش أوروبي موحد، عملية الدروع الصاروخية، وغيرها من قضايا كثيرة تباينت فيها المواقف الأوروبية والأمريكية، كل ذلك يتوارى وراء اعتبار أمريكا ان الآلام التي ألمت بها جراء العمليات الارهابية، هي حرب على أمريكا لابد من الرد عليها مهما كان الثمن، وقد سجل تاريخ أمريكا انه لابد وأن تكون هناك حرب لكل رئيس، سواء حدث اعتداء على أمريكا أم لا.
الرد مع إقتباس