عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 18-09-2001, 08:50 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي أبا طه،

أرحب بك ثانية هنا وأحاول أن أتصدى للرد على سؤالك.

تشهد منطقتنا العربية الإسلامية حدثا مهما جدا، وقد يذهب فكرك مباشرة إلى أحداث نيويورك وواشنطن، وليس هذا قصدي، فإن الحدث المهم للغاية الذي نشهده ليس مشروع إيقاع المسلمين في المصيدة، وابتدار عقابهم الجماعي، وتداعي الدول الإسلامية للاعتذار عن شيء لم تفعله، فكل هذا ليس جديدا فقد شهدناه منذ بداية القرن المنصرم إلى الآن، أما الجديد فهو التالي:

يشهد الشارع العربي الإسلامي نشاطا كبيرا، ومواكبة للأحداث، وردود أفعال مباشرة لما يجري، فبينما كانت أخبار صبرا وشاتيلا (وغيرها من التعديات على المسلمين) لم تصل إلى عامة المسلمين إلا بعد شهر، ولم يكن رد فعل الشعوب إلا بعد شهر آخر، ولم يعرف أي جماعة في أي إقليم ما الذي يفكر فيه إخوانهم في الإقليم الثاني، فإننا نشهد اليوم المسلمين يواجهون مثل هذه الأحداث كرجل واحد، ويهتفون بلسان واحد ضد استغلال البلاد العربية لممارسة الإرهاب (الغربي) الذي يتهدد كل من لا يوقع على ورقة بيضاء، يسمح فيها لأمريكا، وصويحباتها، عمل ما شاءت أنى شاءت فيمن تشاء.

وأريد أن أؤكد أن هذا ما كان ليكون لولا تطور التقنية من حيث الفضائيات التي تنقل كل خبر لكل بيت أثناء حدوثة، وتنقل تفاعل المجتمع مع الأحداث كما هي، ولا ننسى دور الشبكة العالمية، فإننا نتناقش هنا في هذا المنتدى ونخرج بنتائج، يخاف أن يصرح مجلس وزراء أي دولة إسلامية أنه توصل إليها. وكل ذلك مع توثيق المصادر، والدراسة التحليلية بأسلوب علمي لا مجال للعاطفة فيه، ونرى هنا الجميع صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساءهم يشاركون في تحديد الرأي العام للمسلمين، ويتناقشون بلا حدود، هذا ما كان يستحيل في غير هذا العصر.

المسألة الأخيرة وهي أهم من هاتين، وهي أننا ولأول مرة، وأقولها وتكاد الدمعة تفر من عيني، فإننا نرى مشاركة علماء المسلمين بتحديد ردة الفعل العامة للشعوب الإسلامية، ولأول مرة يتجرأ علماؤنا على الوقوف وقفة تشرفهم وتشرف أبناءهم من بعدهم، أقول هذا وقد قرأت اليوم فتاوى لعدد من المشايخ الذين نحترمهم ونقر بفضلهم، وهم يفتون بتحريم التعاون مع الغرب ضد دولة أفغانستان الإسلامية، هذه أول مرة يصل فيها حكم الدين قبل أن يسبق السيف العذل، وقد علم الجميع موقف الحكام العرب قبل أن يعلنوا تضامنهم ودعمهم التام لأمريكا ضد إخوانهم المسلمين في أفغانستان، وباكستان والعراق وغيرها من الدول التي ينوي الغرب ضربها.

وفي النهاية أسجل هنا تقديري لعلماء المسلمين، وكأني أرى الإسلام يعود ليأخذ مكانه متربعا على عرش القلوب والأبدان، مهيمنا على معاملاتنا، مسيرا لسياساتنا، لن أقول: أين كان العلماء في الـ600 عام الماضية، ولكن أقول الحمد لله الذي ردهم من طول سبات.
الرد مع إقتباس