الأخت الكريمة يمامة، أولاً لم تكن نزوة لأنها كانت خطيبتي.
ولم أكتب هذا إلا بعد أن كتبت أعزي نفسي بعد الفراق بقصيدتي التي مطلعها:
كنت لي نعم الخطيبة
يا حبيبة
ثم ماذا؟
لست أدري ما الحقيقة
لست أدري ما الجواب
ومما ذكرته فيها:
سامح فؤادي
ثم سامح
ثم سامح
كن كبيرًا
فوق أنياب الجوارح
كن كريمًا
تغدق الحب المصافح
لا تكتئب
إن الحياة هي الحياة
والسماء هي السماء والأناس هم الأناس
لكن حبك أبهج الدنيا لحيظات وغاب
لا تنتظر منه الإياب
قولي بالله عليك: هل ترك خطيب خطيبته ولم يعب فيها؟
المهم أني آثرت الانسحاب بهدوء لولا أحد أصحابي سامحه الله أخذ نسخة من دون علمي، وأعطاها لها، فما كان منها إلا أن أخذت تستهزئ بي، وتجعلني مسخة كما ذكر لي صديقي. أستحلفك بالله لو أن أحدًا هام بك، ووجدك تسخرين منه، ماذا عساه أن يقول؟
عمومًا "ٌقطة وكلب" شننت فيها على نفسي، واتهت نفسي والله يعلم أني بريء من كل هذا. هذا موضوع طويل وفيه من العجب ما لا يصدقه أحد.. فمثلاً كانت تحب شابًّا في محافظة بعيدة عنا، وتخفي هذا السر الذي لن يظهر أبدًُا، وأراد الله أن أذهب إلى الجيش استدعاء؛ لأجد حبيبها هناك والكتيبة كلها تعرف قصة حبهما، ورأيت صورتها معلقة بالحجم الكبير. فما رأيك؟
نسيت ما حدث، وقلت كانت طفلة، لكنها رغم هذا أصرت على إلغاء الموضوع؛ لأنها حنت لحبيبها.
ورغم كل هذا ولأني أحبها؛ دست على قلبي، وقلت تتزوج من تحبه، وقضيت عمرًا ثقيلآً من العذاب الرهيب، وعزيت نفسي بكنت لي نعم الخطيبة، ثم كان ما ذكرت لك من استهزاء بمشاعري، وقضيت ليلة لم أقضها في حياتي، ولأول مرة كبت نفسي عن الكتابة، فكان عذابًا فوق العذاب، ثم في اليوم الثاني، وجدتني رغمًا عني أخرج هذا الكلام؛ لأني لولا أخرجت لأصابني ما لا يعلمه إلا الله.
وهذه المرة الأولى التي ترى فيها قصيدتي النور، فجل أشعاري أسجلها بصوتي في إذاعة صوت العرب.
ولا أدري لماذا نشرتها في الخيمة؟!
عمومًا هي خرجت إلى النور رغمًا عني كما كتبت رغمًا عني.
ولا تتصوري سعادتي لتجاوبكم. ولعلي أطلت عليكم. فمعذرة.
|