[عمر الشادي]

القصيدة قديمة كتبتها منذ نحو عشرة اعوام وفيها رثاء اخي طلال رحمه الله الذي وافته منيته وهو في ريعان الشباب عن عمر يناهز الرابعة والعشرين وهو نائم,وكان وسيم الشكل نقي الجوهر بطلا شهما وكان فوق ذلك خليلي وحبيبي وصديقي وفي البيت الاخير من القصيدة تأريخ باستعمال الحروف على حساب الجمل عادة الشعراء القديمة فاذا حسبتم احرف البيت الاخير ستجدون ان المجموع يكون 1411 للهجرة وهو العام الذي تُوُفّي فيه اخي رحمه الله,ترددت في وضع القصيدة في الخيمة ولكن قال لي رفيق على الاقل اكسب من يدعو له بالرحمة وهذا منكم كرم ومنال عالي

أبكيكَ في ألم الحضورْ..ذكراك أوفي من نذورْ

ذكراك ماعشتُ الفؤادُ مقامها لا في الثغورْ

قالوا انكفئ قلتُ المُفارِقُ قد تميزَ في ظهورْ

بين الكرائم والنسائم والكواكب والبدورْ

فالوجه صبح سريرةٍ والخدُّ باقةُ وردِ جورْ

والشمس تشرق من جبينٍ طيبه طَلُّ الزهورْ

كان التسامر سرّنا عند التماسي في سرورْ

والانسُ ركنٌ قد تربّعَ فوق أصداء الشعورْ

حتى دهتنا غارةٌ والموت خاتمة الأمورْ

هي غصةٌ في النحر لا ما فارقتْ وطنَ النحورْ

أبداً تؤرّقُ مهجعي من يومِ سرتَ إلى القبورْ

أدعو وأرجو باسطا كفَّ الذليلِ الى الغفورْ

دمعي مدادُ صحائفي والحزن أرَّخَ في سطورْ:

"فارحمْ طلالا يا رحيمٌ نجِّهِ زمنَ النشورْ"


--------------------------------- الشادي