هل ترأفين ببائسٍ وبحالِهِ ؟!..(صيحةٌ في طريق المجد)
هل ترأفين ببائسٍ وبحالِهِ *** أم أنتِ يا حسناءُ من عُذّالِهِ
لو أنّ أردية القوب تكشّفت *** لرأيتِ نضواً كلّ من أحمالِهِ
قد جرّحته يد الحوادثِ بالأسى *** حتى غدا متترّساً بنبالِهِ
ولقد بكى والليلُ يعصرُ شجوهُ *** والدمع يجري عابثاً بسؤالِهِ
نالت خطوب الدهرِ منهُ وأثخنت *** في نيلها ، وتمسّكت بحبالِهِ
عصفت بمركبِهِ الرياحُ وحطّمت *** مجدافَهُ ، وقضت على آمالِهِ
لمّا رنا نحو العلا كي يرتقي *** درجاتِها ، سعياً لدركِ منالِهِ
رُصدت له كلّ العوائق تبتغي *** ثني المحبّ عن الهوى ووصالِهِ
وهب المعالي قلبه لكنها *** نثرت له الأشواك في ترحالِهِ
فكأنها قد محّصته وزعزعت *** أركانهُ ، وتلعّبت بمآلهِ
والمجد يعلمُ أنّهُ في عمرهِ *** ما ردّ يوماً طالباً لنوالِهِ
فعلامَ يبخلُ والزمان مساعِدٌ *** والقلبُ حيّرهُ تقلّبُ حالِهِ
عجبَ الهمامُ وصحبُهُ من فعلِ من *** رفعوا لواء القولِ دون فعالِهِ
سدّوا دروب العلمِ عنهُ وأغلقوا *** أبوابها ، وسعوا لحطّ رحالِهِ
يبغون أن يثني المطيّةَ راجعاً *** -كحنينَ في مثلٍ مضى- بنعالِهِ
فأبى ولم تُجدِ الفعالُ كريهةً *** في ردعِهِ لمّا سما بفعالِهِ
باللهِ هل يستبدلُ الماءَ الذي *** قد عكّروهُ خيانةً بزلالِهِ
كلاّ وإن وقفت تصارعُهُ العوا *** لمُ كلها ، وسعت إلى إبطالِهِ
سيسيرُ في دربٍ بناهُ بجهده *** مهما يضيقُ عليهِ من أحوالِهِ
ولكم أعذب التحيّات .... المعتمد
|