[سلاف]

أختي الفاضلة
لا أشطر إلا ما يعجبني من القصائد، فالتشطير والحالة هذه ثناء وليس انتقاصا أو استكمالا لنقص، وأجد فيه مشاركة وجدانية للشاعر، وكذلك مشاركة فنية في الصياغة الشعرية، وتعديل كلمة هنا وأخرى هناك هو بغرض ما يقتضيه الربط بين النص الأصلي والإضافة. أرجو ان تحاولي تشطير أبيات قصيدة ما لتري مدى صحة ما أقول، ويترك مع التشطير في هذا التشعير بمعنى التعبير الشعري عن نص نثري مع محاولة الإلتزام بأقصى ما يمكن من مفرداته، وكذلك الترجمة، وإلى حد ما التفصيح أي تحويل نص من العامية للفصحى.
وللعلم فلم يكن تشطير قصيدتك سهلا لأن المضمون الوجداني له خصوصية بالنسبة لقائله ليست لسواه ولهذا ربما يصعب على المشطر المحافظة على الفكرة الأصلية، وهذا ما شعرت أنك تعنينه بالقول
ولكن أحن الى كل بيت
.................تبنيته مذ أتى للخيال
وربيته فى ربوع فؤادى
............فأضحى فتيا فصيح المقال
وخيل لي أنه انتابك إحساس كذلك الذي ينتاب الإنسان من استعراض مزج شيئين غير قابلين للإمتزاج، كالزيت والماء، أو الكلام الجامع للعربية والإفرنجية الذي يسميه بعضهم ( الفراكو أراب) . وهذا دليل آخر على مدى تعبير شعرك عن نفسك وإحساسك بذلك.
وربما لو كان الموضوع من المواضيع المطروقة لخف ذلك الإحساس وأتوجه إلى أخي عمر بأن بفعل البحث ليجد قصيدة شطرها الكثيرون للشاعر مانع سعيد العتيبة ويذكر رابطها مشكورا، لتري أن النتشطيرات المختلفة بقيت خاضعة للاتجاه العام للشعر الأصلي يوجهها ويضفي عليها هيمنته.
فالشعر بعد التشطير نص جديد بنسبة معينة من الشراكة بين المشطر والمشطر له، وقد تزيد أو تنقص نسبة الشراكة تبا للغرض الجديد لهذا النص، فقد يخرج النص الجديد إلى حد بعيد غن اتجاه النص الأصلي ليوظفه في غرض آخر، كما سوف أضيف لاحقا تمثيلا لذلك.
وللأخ سمير ملاحظة قيمة لمخاطر انزلاق التشطير إلى الحشو، ولطالماأحسست بذلك وحاولت نجنبه.
بقي أن نستمع لرأي بقية الإخوان حول التشطير عامة وأخص الأخوان حسين النجمي لتشطيري قصيدة (رنة الخلخال) له وجمال وعمر وسمير والشادي والمعتمد الحبيب الذي أرجو أن يعجل الله بعودته لنا لمتابعتهم للموضوع .
مع تهنئتي لك على ما في شعرك من مضمون يميز قصائدك.